قدّمت إيران تنازلات ملحوظة في مفاوضاتها مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، فقد قال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية، علي أكبر صالحي، اليوم السبت، إن بلاده تعتزم إعادة تصميم مفاعلها النووي الذي يعمل بالماء الثقيل في آراك، بحيث ستخفض كثيراً كمية البلوتونيوم التي ينتجها.
تأتي تصريحات صالحي بينما تواجه المحادثات مهلة غير رسمية تنتهي في العشرين من يوليو/ تموز المقبل لإبرام اتفاق نهائي لتقييد قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية مقابل رفع عقوبات أصابت اقتصادها بالشلل.
وأعلن صالحي أن قضية مفاعل آراك النووي قد "تمّت تسويتها عملياً"، مع العلم أنها إحدى النقاط العالقة في المفاوضات النووية بين طهران والدول الكبرى.
ويستطيع مفاعل آراك، الواقع على بعد 240 كلم جنوب غرب طهران، أن يؤمّن لإيران البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية، لكن طهران تؤكد أن هذا المفاعل، الذي تبلغ قدرته 40 ميغاواط، والذي تشرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على بنائه، له أغراض بحثية وخصوصاً طبية.
وقال صالحي، في مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية الناطقة بالعربية: "إن إيران قدّمت إلى مجموعة دول 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا، وألمانيا) مقترحاً يقضي بإعادة تصميم قلب مفاعل آراك، والدول الست وافقت عليه".
وأوضح صالحي أن المقترح الإيراني بشأن مجمع آراك لا يؤثر على طبيعة إنتاج النظائر المشعّة، ويقلّل فقط نسبة إنتاج البلوتونيوم إلى الخُمس.
وكانت الولايات المتحدة قد اقترحت تحويل المفاعل، الذي يعمل بالمياه الثقيلة، إلى مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة، لكن طهران رفضت ذلك.
وتوصلت إيران والدول الكبرى في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى اتفاق مرحلي حول البرنامج النووي الإيراني، وتجري حالياً مفاوضات أملاً ببلوغ اتفاق نهائي.
وفي إطار الاتفاق المرحلي المذكور، الذي وقّع في جنيف ودخل حيّز التطبيق يوم 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، وافقت إيران على الحد من أنشطتها لبناء مفاعل آراك.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من القوى العالمية، إلا أن تنازل إيران هذا سيمهّد الطريق أمام اتفاق شامل.
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أشار في مارس/ آذار الماضي إلى أن بلاده ربما تعيد تصميم آراك لتبديد مخاوف الغرب.
وتزعم السلطات في إيران أنها أحبطت محاولة لتخريب آراك في مارس/ آذار، متهمة أجهزة استخباراتية أجنبية بالعبث في مضخات مستوردة للمنشأة.
وتتفاوض طهران والقوى العالمية على بنود اتفاق دائم بشأن البرنامج النووي الإيراني. وبموجب اتفاق مؤقت في نوفمبر/ تشرين الثاني، وافقت إيران على السماح لمفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة منشآتها النووية بما فيها آراك.
في غضون ذلك، أوضح صالحي أن إيران "أنهت يوم 12 أبريل/ نيسان الجاري العمليات لتحويل ما لديها من يورانيوم مخصّب بنسبة 20 في المئة إلى يورانيوم مخصّب بنسبة 5 في المئة".
وينص الاتفاق المرحلي على وجوب أن تنتهي هذه العمليات منتصف الشهر الجاري وعلى وجوب أن تحوّل إيران نصف كمية اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة (200 كلغ) إلى 5 في المئة، وأن تحوّل النصف الآخر إلى وقود لمفاعلها الطبي في طهران.
ويوم 17 من الشهر الجاري، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها الشهري، أن إيران قلّصت بنسبة 75 في المئة مخزونها من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة، ما يعني استمرارها في التجميد المؤقت لقسم من أنشطتها النووية.