اتهم وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، اليوم الأحد، دولاً لم يسمها باختلاق أعذار لتبرير معارضتها استقرار أسعار النفط من خلال خفض الإنتاج، في تلميح محتمل إلى السعودية، على خلفية تصريحات وزير المالية السعودي، إبراهيم العساف، التي قال فيها إن جميع المشاركين في قمة العشرين متفقون على ترك أسعار النفط للعرض والطلب.
وقال زنغنه مشيرا إلى العقوبات الدولية، التي أجبرت إيران على خفض صادراتها بشكل حاد:" قامت دول معينة بزيادة إنتاجها بعد خروج دول عديدة من دائرة إنتاج النفط"، في تلميح إلى السعودية، التي رفعت إنتاجها من الخام، في سبتمبر/أيلول المنصرم، بواقع 100 ألف برميل يومياً، في وقت يتواصل فيه انخفاض أسعار النفط.
ونقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن زنغنه قوله، إنه من الصعب عليهم الآن خفض إنتاجهم لإحداث استقرار في السوق، موضحاً أنهم يقدمون ذرائع مختلفة لتبرير تصرفاتهم.
وكان وزير المالية السعودي، إبراهيم العساف، قد قال، اليوم الأحد، إنه بينما نالت المملكة الثناء في الماضي لحفاظها على استقرار سوق النفط، فإن الجميع يتفقون على أن المسألة تخضع للعرض والطلب ويجب أن تترك على هذا النحو.
وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت الأسبوع الماضي إلى أقل من 80 دولارا للبرميل مسجلا أدنى مستوياته في 4 سنوات، في ظل قلق من تخمة الإمدادات، وهبط النفط من مستواه المرتفع في يونيو/حزيران عند أكثر من 115 دولارا للبرميل.
ويحتدم النقاش داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" قبيل اجتماعها الأهم خلال سنوات في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في ظل هبوط متواصل لأسعار النفط، وحاجة المنظمة إلى تقليص إنتاج النفط للدفاع عن الإيرادات.
وزار زنغنه قطر والكويت الأسبوع الماضي، قبل اجتماع "أوبك" في محاولة لحشد التأييد لإجراءات تهدف إلى استقرار أسواق النفط، رغم أنه لا توجد أية دلالة على أن تلك الدول ستتعاون مع إيران، في حين يخطط وزير النفط الإيراني لزيارة دول الإمارات العربية المتحدة، الثلاثاء القادم.
وتحتاج إيران أسعارا للنفط أعلى بكثير لتعادل ميزانيتها عن السعودية، ولذا فإن هبوط النفط في الأشهر السابقة شكل ضغوطا مالية حادة عليها، وهو ما اضطرها، بحسب زنغنه، إلى اللجوء إلى صندوق ثروتها السيادية لمواجهة الأثر الاقتصادي.
وقال، أيضا، إن انخفاض أسعار النفط يضر الاستقرار ونمو إنتاج النفط الصخري، وإنه من المتوقع أن يناقش اجتماع "أوبك" تأثيرات النفط الصخري على السوق.