قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، إن السياسة الخارجية الإيرانية إزاء قضايا المنطقة تقوم على مبادئ رئيسية لا يمكن تغييرها، مضيفا أن الترويج الغربي لتغيير هذه السياسات سيبقى ضربا من الخيال، حسب قوله، مشيرا أيضا إلى أن التفاهم بين إيران وأميركا حول قضايا إقليمية غير ممكن، بسبب اختلاف أهداف الطرفين بشكل كامل.
وفي كلمة ألقاها، خلال اجتماعه مع سفراء إيران في الخارج وأعضاء من الحكومة الإيرانية، قال خامنئي إن موقف طهران مما يجري في سورية هو الأقوى، فلا معنى لاجتماع الدول الأخرى مع بعضها لتقرر شكل حكومة هذا البلد أو مصير رئيسه، وهو أمر لا ترضاه أي دولة لنفسها، حسب تعبيره.
كما اعتبر أن حل الأزمة في سورية ممكن عبر الانتخابات وعن طريق توجه السوريين إلى صناديق الاقتراع ليقرروا مصير بلدهم بأنفسهم، قائلا إنه يجب قطع كل المساعدات العسكرية والمالية الموجهة للمعارضين، ويجب إنهاء الحرب الدائرة هناك.
وفيما يتعلق بالعراق، أكد خامنئي أن سياسات بلاده المتخذة تجاه هذا البلد تهدف إلى عدم تقسيم العراق والحفاظ على وحدة أراضيه، قائلا إن أي مخططات أخرى لا تلقى موافقة العراقيين أنفسهم، كما دعا الرياض إلى إيقاف ضرباتها العسكرية الموجهة لليمن.
وتزامناً مع صدور هذه التصريحات، نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، قوله إن طهران ترفض تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، التي اتهم خلالها إيران بتهريب الأسلحة إلى السعودية والبحرين، محذرا من نفاد صبر طهران، وداعيا السعودية إلى عدم اختبار الإيرانيين.
وفيما يتعلق باجتماع فيينا الأخير الذي ناقش خيارات حلول الأزمة السورية، أكد عبداللهيان أن بلاده لم تساوم على مستقبل سورية، ولم تشارك في التخطيط لرسمه، معتبرا أن هذا من شأن السوريين، وقال إن وفد بلاده اكتفى بشرح وجهة نظره حول الحلول السياسية المقترحة، كما ذكر أن الوفد الإيراني حاول عدم الدخول في جدل مع الوفد السعودي، لكنه وصف تصريحات الجبير خلال اجتماع فيينا بالمستفزة، مما استدعى ردا صريحا من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حسب قوله.
ميدانياً، أعلنت البلاد عن مقتل عنصر إيراني آخر في سورية قبل أيام، حيث شيّع الحرس الثوري الإيراني جثمان محمد حسين ميردوستي، اليوم الأحد، كذلك. وقد أعلن موقع "مشرق نيوز" أن ميردوستي، وهو أحد المستشارين العسكريين الإيرانيين، قد قتل بعد إصابته بعيار ناري أطلقته قوات المعارضة السورية المسلحة، من دون أن يذكر الموقع مكان مقتله.
وبهذا يكون عدد قتلى إيران في سورية قد ارتفع إلى 34، وهذا منذ أن زادت البلاد عدد مستشاريها العسكريين هناك تزامنا مع بدء توجيه الضربات الجوية الروسية لمواقع في سورية.
اقرأ أيضا: بيان فيينا السوري: بنود تعكس الخلافات و"تفاهمات الحد الأدنى"