أعلنت إيران، اليوم الأحد، رفضها توافق تركيا والولايات المتحدة الأميركية على إنشاء المنطقة الآمنة في شمال شرقي سورية.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في بيان، أن "التصريحات والتوافقات الأميركية الأخيرة حول إنشاء منطقة آمنة في شمال شرقي سورية مستفزة ومثيرة للقلق".
وبينما لم يذكر المتحدث الإيراني تركيا باعتبارها أحد طرفي الاتفاق مع أميركا لإنشاء المنطقة الآمنة، أكد أن "هذا التصرف الأميركي، إلى جانب بقية سلوكها، يزعزع الأمن في المنطقة"، معتبراً ذلك "تدخلاً في الشأن الداخلي السوري".
وأضاف موسوي أن "السلوك الأميركي في شمال شرقي سورية اعتداء سافر على السيادة القانونية لسورية ووحدة أراضيها، ويتعارض مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وانتقدت الخارجية الإيرانية تركيا بشكل غير مباشر ومن دون تسميتها، قائلة إن "المخاوف الأمنية على الحدود الشمالية السورية ترفع فقط من خلال التوافقات الثنائية مع الجيران، ومن خلال جهود طيبة، ولا حاجة أبدا لتدخل القوى الأجنبية".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا "خلال أقرب وقت"، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سورية.
والجمعة، كشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن مركز العمليات المشترك مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن المنطقة الآمنة شمالي سورية سيبدأ عمله الأسبوع المقبل.
وأوضح أكار أن أنقرة وواشنطن اتفقتا بشكل عام على المراقبة والتنسيق فيما يتعلق بالمجال الجوي في المنطقة، مشيرا إلى أنه تم الالتزام إلى الآن بالجدول الزمني المحدد حول مركز العمليات المشترك مع واشنطن دون أي مشاكل، وأن تركيا تتطلع للالتزام به في المستقبل أيضًا.
كذلك، شدّد وزير الدفاع التركي على أن "مركز العمليات المشترك سيبدأ عمله الأسبوع المقبل بكامل طاقته"، مضيفا أنه "لا يوجد لدينا أي تفسير حول تعاون حلفائنا (الأميركيين) مع المليشيات الكردية" التي تعتبرها أنقرة تنظيمات إرهابية، معربا عن أمله أن تنهي واشنطن ذلك "في أقرب وقت".
والأسبوع الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سورية.
ويبدو أن الاتفاق جنّب منطقة شرقي الفرات السورية مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة وتسيطر على المنطقة الأهم في سورية، والجيش التركي الساعي إلى تبديد مخاوف أنقرة من إقليم ذي صبغة كردية في شمال شرقي سورية يمكن أن يُشكّل بدعم غربي في المنطقة وتعتبره مساساً بأمنها القومي.
وجاء الاتفاق بعد مفاوضات بين واشنطن وأنقرة التي حشدت قوات على حدودها الشمالية الشرقية، مهددة باجتياح المنطقة في حال لم تنتهِ المماطلة الأميركية في حسم مصير شرقي الفرات.