وأعلن روحاني أن خطاب الرئيس الأميركي يظهر أنه "ضد الشعب الإيراني أكثر من أي وقت مضى"، وأنه "لم يقرأ القانون الدولي".
وفي خطاب متلفز، أضاف روحاني أن "كل جهود ترامب باءت بالفشل، والاتفاق النووي ما زال أقوى من شعاراته الانتخابية كونه مدعوماً من أطراف عديدة منها الاتحاد الأوروبي"، إلا أنه أكد أن خرق الاتفاق وعدم التزام أي طرف منه بالتعهدات التي تقع على عاتقه، سيقابل برد إيراني واضح.
واعتبر روحاني أن الاتفاق النووي ليس ثنائياً بين طهران وواشنطن، ولا يحق لأميركا التعامل معه على هذه الشاكلة، مضيفاً أن الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي استخدم السلاح النووي، كما أنها تدافع عن إسرائيل التي تمتلك هي الأخرى سلاحاً نووياً.
وأوضح روحاني الأسباب الأميركية التي تدعو لمحاصرة إيران وإنهاء اتفاقها النووي، فاعتبر أنها ترتبط بمحاولة الضغط على طهران ومنعها من التقدم وحصد المكاسب الاقتصادية، قائلاً إن بلاده ستستمر بسياساتها لبناء الاقتصاد المقاوم، على حد تعبيره.
وفي شقّ آخر من خطابه، رأى روحاني أن كل تصريحات ترامب التي تستهدف النظام في إيران تحاول خلق فجوة بينه وبين الشعب، لكنها قامت بتوحيد الإيرانيين حسب رأيه، معتبراً أن خطابه غير سياسي ولم يحمل أي جديد، وكان عبارة عن مجموعة من الشتائم والإهانات الموجهة للشعب الإيراني.
ورد على ما جاء على لسان ترامب في ما يتعلق بوقوفه في وجه دعم إيران للإرهاب والقضاء على سياساتها في المنطقة، فقال إن الرئيس الأميركي ليس على دراية بالتاريخ، ونسي ما الذي فعلته بلاده في إيران وبالمدنيين فيها وبالمنطقة، كذلك أكد أن بلاده ستستمر بسياساتها الإقليمية، كونها وقفت ضد الإرهاب الحقيقي وستستمر بمكافحته، قائلاً إن ترامب نفسه اعترف بدعم "داعش".
وفي ما يتعلق بالملف الأكثر جدلاً بعد النووي، رد روحاني على رفض ترامب تطوير إيران منظومتها الصاروخية، فاعتبر أن "طهران تطور سلاحاً دفاعياً، بينما الإدارة الأميركية التي تدعي حماية المظلومين تسكت عن قتل المدنيين في الإقليم"، مشيداً بدور الحرس الثوري ومؤكداً أن البلاد ستدافع عنه.
وكان روحاني قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلاً له إن الاتفاق النووي لا تمكن مراجعته، وإن طهران مستعدة للتعاون في ما يتعلق بالحرب على الإرهاب.
كذلك أصدرت الخارجية الإيرانية بياناً يؤكد أن الاتفاق النووي دولي، وغير قابل للتفاوض مجدداً، فضلاً عن تأكيدها أن الأسلحة الإيرانية دفاعية.
من ناحيته ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، على تصريحات صادرة عن نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، في وقت سابق الجمعة، جاء فيها أنه ناقش مع الطرف الإيراني في نيويورك إمكانية إبرام صفقة جديدة حول الصواريخ الباليستية، وأكد قاسمي أن المسؤولين الإيرانيين لم يجتمعوا في نيويورك مع مسؤولين من الإدارة الأميركية، باستثناء عقد اجتماع السداسية الدولية الذي ناقش تطورات الملف النووي، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقرّر ترامب، مساء الجمعة، عدم التصديق على التزام إيران بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015، موجّهاً ضربة للاتفاق، في تحدٍّ للقوى العالمية الأخرى.
وقال ترامب في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، في معرض كشفه عن استراتيجية مشددة تجاه طهران، "بناء على سجل الوقائع الذي عرضته.. أعلن اليوم أننا لا يمكن أن نقدّم هذا التصديق ولن نقدمه". ولا تعني خطوة ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.