واجتمع جدماني مع مدير دائرة غرب آسيا في الخارجية الإيرانية، رسول إسلامي، الذي اعترض على عدم اتخاذ قرارات جدّية بهذا الشأن؛ مؤكدا أنّ بعض هؤلاء المسلّحين فرّوا إلى الأراضي الباكستانية، وهم يتحركون بحرّية على الشريط الحدودي بين البلدين، مطالباً السفير بالتحرك الفوري.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن إسلامي قوله إنّه "لا يمكن لإيران أن تقبل تهديداً من هذا النوع على حدودها، ولا سيما أن العلاقات الإيرانية الباكستانية جيدة، ويجب ألاّ يسمحا معاً لأعداء البلدين بتهديد أمنهما".
من جهته، أعرب السفير الباكستاني عن قلق حكومته من تكرار الاشتباكات في تلك المنطقة، مضيفاً أنّه سينقل ما جرى في الجلسة إلى الحكومة في إسلام أباد لمتابعة الموضوع.
وكانت اشتباكات متعددة قد وقعت في منطقة سراوان، في إقليم سيستان وبلوشستان، بين مسلّحين وحرس الحدود الإيراني، أودى آخرها بحياة ثلاثة من عناصر الحرس، فضلاً عن إلقاء قنبلة يدويّة من قبل مجموعة أخرى، بالقرب من مخفر حدودي، أدت إلى مقتل جندي إيراني وجرح آخرين، الأمر الذي دفع إيران إلى التركيز على حدودها الشرقية، وإرسال قوات إضافية من الحرس الثوري لتأمين المنطقة هناك.
ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، عن قائد القوات البريّة في الجيش الإيراني، الجنرال أحمد رضا بوردستان، تأكيده أنّه على كل القوات المسلّحة في إيران، أن تعمل على مواجهة أي تهديد، وأن تكون جاهزة للوقوف بوجه إخلال الأمن، بينما قال عسكريون آخرون إن القوات في جهوزية كاملة، تؤمن كل أنحاء البلاد.
وفي السياق نفسه، قال معاون قائد القوات البريّة في الحرس الثوري، العميد عبد الله عراقي، إنّ "قوات الحرس تعمل على تأمين المناطق ومواجهة التهديدات". واعتبر أنّه "يجب الاستفادة من قدرة القوات المحلّية، التي تقطن في تلك المناطق".
ولفت عراقي، وفقاً لـ"مهر"، إلى أنّ "السكان يستطيعون المساعدة في تأمين الحدود، سواء الشّمالية الغربية لإيران مع العراق، أو الجنوبية الشرقية للبلاد مع باكستان، إذ يقطن هذه المنطقة إيرانيون من السنّة يجاورون البلوش السنّة في باكستان". وأكد أنّ "هؤلاء يستطيعون الوقوف في وجه التحركات الإرهابية في تلك المنطقة".