إيران تشترط إلغاء الحظر الاقتصادي بالكامل للتوصّل لاتفاق نووي

اشترط وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مساء أمس السبت، للتوصل إلى توقيع اتفاق نووي نهائي شامل بين بلاده والسداسية الدولية، قبول دول "5+1" بإلغاء الحظر الاقتصادي المفروض على إيران بالكامل.  

وكان مجلس الأمن الدولي قد أقّر عقوبات وصوّت، في السنوات السابقة، على خمسة قرارات عقوبات بحق إيران.

واعتبر، في حوار تلفزيوني مع القناة المحلية الإيرانية، أن "الحل يكمن في بناء جسر ثقة بين الغرب وإيران التي قدمت الأدلة التي تثبت سلمية برنامجها النووي، وهو ما يتطلّب التعامل بحسن نيّة من قبل الطرف الآخر، وبالتالي يترتّب على هذا إلغاء الحظر الاقتصادي المفروض على البلاد".

ورأى ظريف أن بعض العقوبات غير قانونية، كونها لم تشمل الشق النووي وحسب. وأضاف أن "العزلة الدولية التي فُرضت على إيران بسبب النووي وشيطنتها في العالم، أمر تحاول الحكومة الحالية تغييره".

كما نقل ظريف تفاؤله بالتوصل لاتفاق بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وهي المدة التي يحددها اتفاق جنيف الموقّع في الشهر ذاته خلال العام الماضي، والذي جرى التمديد له أربعة أشهر بعد فشل القوى الكبرى ومعها إيران في الاتفاق على بنود مسودة الاتفاق النهائي في شهر يوليو/ تموز الماضي.

وفي سياق متصل، أشار ظريف إلى جولته الأوروبية التي سيزور خلالها كلاً من بلجيكا، إيطاليا ولوكسمبورغ، "لتعزيز علاقات إيران الثنائية مع هذه البلدان وتحقيق خطاب الانفتاح الذي تتبناه حكومة الرئيس الإيراني، حسن روحاني".

وسيزور ظريف موسكو خلال هذا الأسبوع، للبحث في ملفات المنطقة المتزاحمة، فضلاً عن الملف النووي الذي يشغل إيران داخلياً، ويؤثر على علاقاتها مع الخارج.

ومن المفترض أن تستأنف جولات الحوار النووية بين إيران والدول الست الكبرى في سبتمبر/ أيلول المقبل. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، إنه "من المحتمل أن تعقد هذه الجولة في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة".

وإلى ذاك الحين، ستجتمع إيران بممثلين عن الوفود المتفاوضة في اجتماعات ثنائية كل على حدة، كما سيبحث ظريف مع منسّقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، برنامج جولة المحادثات المقبلة، وذلك خلال زيارته لبروكسل مطلع الشهر المقبل، حسب ما أعلنت الخارجية الإيرانية.

تصريحات ظريف هذه، رغم قيامه بجولة أوروبية لإثبات حسن النوايا الإيرانية، قد تعقّد التوافق، رغم تفاؤله به، فالإصرار الإيراني على إلغاء الحظر بالكامل مرفوض، ولا سيما من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي تبحث عن ضمانات عملية لتبديد القلق بالكامل من أي أبعاد عسكرية لبرنامج طهران النووي، وتفترض أن سياسة استمرار الحظر وإلغاءه بالتدريج ستساهم في الضغط على إيران.

ظريف في بغداد
في غضون ذلك، نقلت وكالة "الأنباء الإيرانية" الرسمية، (إرنا)، أن ظريف سيزور العاصمة العراقية، بغداد، اليوم الأحد، وسيلتقي رئيس الحكومة العراقية المكلّف، حيدر العبادي، فضلاً عن عدد من المسؤولين العراقيين.

وتأتي هذه الزيارة بعد تكرار الأخبار عن إرسال قوات إيرانية إلى العراق، للوقوف مع قوات "البشمركة" الكردية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، في وقت نفت فيه الخارجية الإيرانية صحة هذا الخبر.