ولم يكشف إسماعيلي عن هوية المعتقلين، إلا أنه أكد أن الاعتقال جاء ضمن "تحقيقات شاملة" تجريها الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية والجهاز القضائي لهذه القوات خلال الساعات الـ72 الأخيرة.
وأضاف إسماعيلي أن "الأركان" الإيرانية شكلت لجانا تخصصية لدراسة كافة أبعاد الحادث، مشيرا إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة ولم تنته بعد.
وفيما تواجه السلطات الإيرانية انتقادات من الرأي العام المحلي للتأخر في إعلان سبب سقوط الطائرة بصاروخ، قال المتحدث القضائي إنه "ربما كان الأفضل أن يتم الإعلان عن ذلك من البداية، وهناك لجان قد تشكلت لدراسة هذا الأمر".
يُشار إلى أن السلطات الإيرانية كانت تنفي إسقاط الطائرة بصاروخ وتؤكد على وجود عطل فني فيها خلال ثلاثة أيام، قبل أن تعترف القوات المسلحة الإيرانية بمسؤوليتها في إسقاط الطائرة بصاروخ عن طريق "خطأ بشري"، فجر السبت الماضي.
وأوضح إسماعيلي أن السلطة القضائية تدرس مختلف أبعاد الحادث بمساعدة خبراء من الأركان الإيرانية ومنظمة الطيران المدني ومتخصصين في الحرب الإلكترونية، وأيضا من خلال معلومات تستخرج من الصندوق الأسود.
وكشف المتحدث باسم السلطة القضائية أن الصندوق سيتم إرساله إلى فرنسا لاستخراج معلوماته.
من جهته، دعا الرئيس حسن روحاني القضاء الإيراني إلى "إنشاء محكمة خاصة برئاسة قاضٍ كبير لمقاضاة المسؤولين عن إسقاط الطائرة الأوكرانية".
وأضاف: "الحكومة الإيرانية مسؤولة أمام الإيرانيين والدول الأخرى التي فقدت مواطنين لها في حادث تحطم الطائرة الأوكرانية"، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحميل شخص واحد المسؤولية عن حادث الطائرة.
اعتقال 30 محتجاً إيرانياً
إلى ذلك، كشف إسماعيلي، عن اعتقال 30 محتجاً إيرانياً أثناء الاحتجاجات الأخيرة على خلفية إسقاط الطائرة الأوكرانية والتأخر في الإعلان عن السبب، مؤكداً "أننا لن نسمح بالمساس بأمن البلاد".
وفي معرض رده على سؤال إن كان هناك أجانب بين المعتقلين، قال إسماعيلي إنه لم يعتقل "أجنبي آخر غير السفير البريطاني"، روب ماكير.
وأشار إلى أنه "خلال الأحداث الأخيرة، شاهدنا تصريحات وأنشطة وتصرفات تتنافى مع الأمن القومي بالكامل"، في إشارة إلى الانتقادات والاحتجاجات الأخيرة في إيران، إلا أنه قال في الوقت ذاته إن "السلطة القضائية أعلنت أنها لن تتصدى للاحتجاج السلمي، لكن يجب أن يكون بتصريح قانوني".
وشدد إسماعيلي على أن السلطات الإيرانية "لن تتجامل في التصدي لأي تصرف ضد الأمن القومي ويتورط فيه الأجانب"، كاشفاً عن أن أفراداً تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات الأخيرة، "لكن ليس لدي الرقم الدقيق والرقم الأولي حوالي 30 شخصاً".
وفيما تعرضت القوات المسلحة الإيرانية، والحرس الثوري، لانتقادات "حادة" ورفعت خلال الاحتجاجات هتافات ضدها، أكد المتحدث الإيراني أن السلطات "لن تتحمل أبداً إضعاف الحرس وأي من القوات المسلحة وأي من أركان السيادة"، معتبراً أن ذلك "يضر بالبلاد والشعب".
وطالب المحتجون باستقالة المتسببين بالحادث ومحاكمتهم، وأحيوا ذكرى الضحايا الذين سقطوا خلال سقوط الطائرة.
وأوردت وكالة "إيلنا" الإصلاحية أن احتجاجات ساحة "آزادي" انتهت بعد تدخل قوات الأمن وقيامها بتفريق المحتجين. وبحسب مواقع التواصل الاجتماعي، فإن مدن أصفهان وتبريز وسنندج شهدت أيضا "تجمعات محدودة" مساء الأحد.
وكانت السلطات الإيرانية ترجع سبب سقوط الطائرة إلى عطل فني، خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت الحادث، إلا أن الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أعلنت في بيان عسكري، السبت، أن الطائرة الأوكرانية من طراز بوينغ 737 قد أسقطت "عن طريق خطأ بشري غير متعمد" بعد إصابتها بصاروخ للدفاع الجوي الإيراني، الأمر الذي أحدث صدمة كبيرة في الشارع الإيراني، وسط تساؤلات عن أسباب التأخر والنفي المستمر لإسقاط الطائرة بصاروخ.