تتواصل الجولة الحاسمة من المباحثات النووية في فيينا، والتي من المفترض أن تكون الأخيرة، وفي انتظار الإعلان عن اتفاق نهائي أو عن تمديدٍ جديد لمهلة التفاوض، عقد الوزيران الإيراني محمد جواد ظريف، وجون كيري، اجتماعاً جديداً استمر ساعة ونصف ساعة، كما عاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالترشتاينماير إلى مقر المحادثات.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن ظريف قوله، إنّه تم إحراز تقدم في المفاوضات، متوقعاً تمديد الحوار لأيام أخرى، فيما اتهمت التصريحات الإيرانية الصادرة ليل أمس من فيينا الأطراف المقابلة لإيران، بوضع العراقيل والعثرات لتعقيد التوصل لاتفاق في وقتٍ لا تزال فيه قضية إلغاء العقوبات عن طهران، وتفتيش المواقع العسكرية عالقة على الطاولة.
على صعيدٍ آخر، خرج مئات الآلاف من الإيرانيين، فضلاً عن عدد من المسؤولين، تقدّمهم الرئيس حسن روحاني في العاصمة طهران وغيرها من المدن الإيرانية، اليوم الجمعة، لإحياء يوم القدس العالمي، وللتأكيد على دعم القضية الفلسطينية وفصائل مقاومتها.
وردّد الإيرانيون كما جرت العادة شعارات "الموت لإسرائيل ولأميركا"، فضلاً عن رفعهم للافتات تندد بالضربات السعودية لمواقع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، واعتبر المشاركون أنّ إيران تدعم كل أطراف محور المقاومة من دون استثناء، بحسب قولهم.
وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، أنّ إيران تدعم الأمة الإسلامية من غزة إلى اليمن، مشيراً إلى أنّ المنطقة تمر بظروف صعبة شغلت الكل عن القضية الفلسطينية، وهو ما أعطى مجالاً وحرية أكبر لإسرائيل. وأكّد أنّ "تقدم التنظيمات الإرهابية في المنطقة لا يصب لمصلحة أحد، إذ خرّبت هذه التنظيمات الفكر الإسلامي والجهادي الحقيقي".
وفي ما يتعلق بالمفاوضات النووية التي أخذت حيزاً من تصريحات المسؤولين الإيرانيين، اليوم، اعتبر لاريجاني أنّه لا ينبغي إيلاء التصريحات الأميركية الأخيرة، والتي هددت بالانسحاب من المفاوضات أي اهتمام، موضحاً أن "الحوار النووي يتقدم بشكل جيد، وعلى الأطراف المقابلة لطهران ألا تنسى أنها هي من قدمت في البداية مقترح التفاوض".
بدوره، شدّد رئيس هيئة الأركان الإيرانية، حسن فيروز أبادي، على أنّه على المفاوضين الإيرانيين التركيز على الخطوط الحمراء وعدم التنازل عنها، مبيناً أن بعض المسؤوليين الإيرانيين أكّدوا على عدم ثقتهم بالطرف الأميركي منذ البداية.
ورأى فيروز أبادي، أنّ "السبب في انضمام إيران للحوار هو تغيير وجهها أمام العالم"، مؤكّداً أنّه في حال قرر أي طرف وخاصة إسرائيل شنّ هجوم على إيران فالقوات المسلّحة لن تتوانى عن توجيه ردٍ سريعٍ، بحسب قوله.
بدوره، ركّز المتحدث باسم القوات المسلّحة الجنرال، مسعود جزائري، هو الآخر على المفاوضات النووية، قائلاً إنّه لا يمكن للقوات المسلّحة أن تمنح الإذن لأي جهة لدخول مواقعها العسكرية، داعياً كل المفاوضين، بمن فيهم المفاوضون الإيرانيون، للتركيز على هذا الأمر، إذ لا تزال هذه النقطة ملفاً عالقاً على طاولة الحوار النووي بين إيران ودول (5+1).
اقرأ أيضاً: مفاوضات إيران النووية: تشدد إيراني وغربي في الساعات الحاسمة