واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة "لا تجرؤ على مهاجمة إيران، لأنها تدرك القوة العسكرية الإيرانية، وما ستدفعه من ثمن غال بسبب مثل هذا الصراع"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية الحالية ليست محل ثقة المجتمع الدولي.
وخلال مراسم أقيمت اليوم عرضت خلالها القوات المسلحة الإيرانية طائرة مقاتلة جديدة، أضاف روحاني أن أميركا فرضت عقوبات على إيران وتركيا والصين "لأنها تشعر أن لدى كل واحدة منها نقطة ضعف، داعيا الداخل الإيراني إلى تجاوز ما يضعفه".
وأبدى روحاني استغرابه من تناقض السياسات الأميركية ومن تباين مواقف الحكومة والكونغرس، مؤكدا أن طهران لا تثق في واشنطن ولا حتى حلفاء أميركا يثقون فيها، على حد تعبيره.
وأوضح روحاني أن "إيران لم تعتد على أحد ولم تفعل ذلك حتى خلال الحرب مع العراق، وساعدت شعوب المنطقة المهددة بالإرهاب ولعبت دورا في مكافحته".
وبرر تطوير بلاده لمنظومتها العسكرية بأن ذلك يرمي إلى رفع مستوى قوة الردع وبغرض إبعاد التهديدات، لا للتعدي على الآخرين، قائلا: "عدم تطوير المنظومة العسكرية يعني ضوءا أخضر للهجوم على إيران".
وقال الرئيس الإيراني كذلك إن الدول المجاورة لإيران تبدي الحفاظ على أمنها ظاهريا، لكنها تتكبد ثمنا اقتصاديا وسياسيا وماليا، وتشتري الأسلحة بأعلى الأسعار ولا تعرف كيف تستخدمها، لذا تستعين بمستشارين أجانب وتدفع ثمنا سياسيا مقابل ذلك، بحسب وصفه.
وفي ما يتعلق بالداخل، رأى روحاني أن "واحدة من ميزات القوات المسلحة أنها قريبة من الشارع الذي يثق فيها"، مؤكدا أنه من الضروري أن تبقى هذه القوات على أهبة الاستعداد.
كما دعا للانسجام الداخلي، وطالب وزير الدفاع ومسؤولي البلاد بأن يفتحوا مجالا للمنافسة في القطاع الصناعي، إلى جانب تحقيق التقارب بين الجيش والحرس الثوري ووزارة الدفاع والاستفادة من الظروف الراهنة، "إذ لا يثق كثر" بالمجتمع الدولي في الولايات المتحدة، كما يجب تطوير القدرات المحلية بالتزامن وذلك.
وجاء كلام روحاني بالتزامن مع إعلان وسائل إعلام إيرانية رسمية الكشف عن المقاتلة الجديدة "كوثر"، المحلية الصنع تماماً، و"القادرة على حمل أسلحة متنوعة وستستخدم في مهام دعم قصيرة".
وعرض التلفزيون الإيراني بثاً حياً لمراسم الكشف عن المقاتلة في طهران حلقت خلالها المقاتلة بحضور روحاني.
وكشفت إيران في عام 2013 عن مقاتلة جديدة محلية الصنع أطلقت عليها اسم "قاهر 313".
في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إن القوات المسلحة ستحافظ على أمن البلاد بأقل التكاليف، معتبرا أن أميركا تحاول خلق التهديدات لإيران وعرقلة خطوط مصادر الطاقة المحيطة بها كي تخسر طهران فرصها.
ورأى حاتمي أن الظروف الراهنة لا تؤشر على الحرب، وستسعى طهران إلى الاستفادة من ذلك وتأمين احتياجاتها دون أن تغرق في فخ توازن القدرات العسكرية ومسابقات التسلح، على حد تعبيره.
