بعد نحو أسبوع على احتكاك بحري في مياه الخليج بين زوارق إيرانية وقطع بحرية أميركية، علّق "الحرس الثوري" الإيراني على هذا الحادث لأول مرة اليوم الأحد في بيان، نافياً صحة رواية الجيش والأسطول الخامس الأميركيين عنه.
وقدم الحرس روايته بشأن هذا الاحتكاك، الذي يعتبر الأول من نوعه على هذا النحو منذ عامين تقريباً، مع دعوته القوات البحرية الأميركية في المنطقة إلى احترام قوانين الملاحة الدولية وتجنّب "إطلاق الأكاذيب".
وأكدت بحرية الحرس في بيانه الذي أوردته وكالة "فارس" الإيرانية أنه "يوم الخامس عشر من الشهر الجاري، بعد الإعلان عن وضعية إطلاق النار في مناطق إجراء تمرينات عسكرية كانت محددة على الخريطة من قبل، أرسلنا قوة مكونة من 11 زورقاً إلى هناك، لكنها واجهت طرادات وسفناً حربية أميركية".
وأضاف البيان أن قوات الحرس "أجبرت القطع البحرية الأميركية على فتح المسار أمام حركة الزوارق التابعة للحرس الثوري، على الرغم من التصرفات غير المهنية والمستفزة للإرهابيين الأميركيين وتجاهلهم التحذيرات".
واعتبرت بحرية الحرس الثوري الإيراني بيان الأسطول الأميركي الخامس في المنطقة حول الحادث "غير صحيح وهادف"، واصفة روايته بأنها "هوليوودية".
واتهم الحرس الإيراني القوات البحرية الأميركية بانتهاك قوانين الملاحة البحرية في الخليج وبحر عمان، داعياً إياها إلى احترام هذه القوانين و"تجنّب أي مغامرة والروايات المزورة والكاذبة" والانسحاب من الشرق الأوسط "باعتباره السبيل الوحيد لترسيخ الأمن المستدام فيه".
كذلك اعتبرت بحرية الحرس الثوري الإيراني أن "سلوك الأجانب الخطير جداً في المنطقة بمثابة تهديد للأمن القومي (الإيراني) وخط أحمر"، متوعدة بـ"رد حاسم على أي خطأ في الحسابات"، ومشيرة إلى أنها قد زادت من دورياتها البحرية في مياه الخليج لمنع استمرار تصرفات القوات الأميركية، التي وصفت بأنها "غير مهنية وخطيرة"، فضلاً عن "تمتين أمن العوامات الإيرانية ومواجهة تهريب الوقود"، بحسب البيان.
وفي المقابل، اتهم الحرس الإيراني القطع البحرية الأميركية في الخليج بمضايقة إحدى سفنها التي تحمل اسم "الشهيد سياوشي" مرتين يومي السادس والسابع من إبريل/ نيسان الحالي.
وكان الأسطول الأميركي الخامس قد أعلن، مساء الأربعاء، أن 11 زورقاً تابعاً للحرس الثوري الإيراني اقتربت لمسافة خطيرة من سفن عسكرية أميركية في الخليج، واصفاً الخطوة بأنها "خطيرة واستفزازية".
وأضاف أن بعض الزوارق الإيرانية اقتربت في لحظة ما لمسافة "9 أمتار و45 متراً" من السفن الأميركية. وقال البيان إن السفن الأميركية أطلقت تحذيرات عدة بأجهزة اللاسلكي وبإطلاق أبواق السفن، مشيراً إلى أن الزوارق الإيرانية عادت أدراجها بعد حوالي ساعة "من دون وقوع اشتباك".
وكانت المياه الخليجية قد شهدت خلال السنوات الماضية، وخصوصاً عامي 2015 و2016، مواجهات واحتكاكات من هذا النوع بين البحرية الإيرانية والقطع البحرية العسكرية الأميركية، وهو ما استخدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياق هجماته المستمرة على سلفه الرئيس باراك أوباما، منتقداً سياساته تجاه إيران.
في السياق، أعلن ترامب يوم التاسع من يوليو/ تموز 2018 في تغريدة "انتهاء" تهديدات وتحرشات البحرية الإيرانية للسفن الأميركية في مياه الخليج، عازياً ذلك إلى سياسته ضد طهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي يوم الثامن من أيار/ مايو 2018، والذي أعقبته توترات متزايدة بين الطرفين.