إيران والعراق يسعيان لحل خلافات حقول النفط المشتركة ومستحقات الغاز

11 يناير 2019
طهران تعزّز تعاونها مع بغداد لتجاوز العقوبات (فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤولون عراقيون في بغداد، لـ"العربي الجديد" إن تقدما كبيرا تم تحقيقه خلال زيارة وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة إلى بغداد التي أجراها أمس الخميس.

وأكد المسؤولون الذين رفضوا ذكر اسمهم، أن أبرز نتائج المفاوضات تتمثل في الاتفاق على تفعيل لجنة بين البلدين لمناقشة ملف حقول النفط المشتركة جنوب وشرقي العراق، وأشاروا إلى بوادر إيجابية خلال بحث ملفات أخرى، ومنها العقوبات الأميركية على طهران وطريقة سداد قيمة ما يستورده العراق من الغاز الإيراني الذي يعتمد عليه في توليد الكهرباء عبر محطات غازية توجد أغلبها جنوبي العراق.

ويستورد العراق نحو 10 ملايين متر مكعب من الغاز الإيراني يومياً، لتشغيل سبع محطات للطاقة توفر أكثر من 20% من حاجة العراق الفعلية للكهرباء، حسب بيانات رسمية.

وكشف مسؤول نفطي عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد" أن الزيارة جرى التحضير لها مسبقا بشكل جيد لتحقق النتائج المرجوة، مشيراً إلى أن هناك رغبة عراقية في تصفير المشاكل النفطية مع الجارتين إيران والكويت، بما يتعلق بالحقول المشتركة.

وبيّن المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن من مصلحة العراقيين والإيرانيين استثمار الحقول المشتركة بين البلدين وإنهاء الخلاف الحالي، وهو ما تم بحثه والاتفاق على لجنة فنية للتوصل إلى اتفاق بشأن هذا الملف. 


وأكد أن الحديث عن العقوبات الأميركية وكيفية سداد العراق ديونه احتلا جزءاً مهمّاً من المباحثات بين الجانبين، كاشفا في الوقت نفسه عن وجود تفهم إيراني للضغوط الأميركية على بغداد في هذا الشأن، وفقا لقوله.

وأوضح الوزير الإيراني الذي وصل إلى بغداد الخميس، في تصريحات نقلها التلفزيون العراقي الرسمي، أن هدف زيارته بغداد هو مباحثات مع وزير النفط العراقي وكبار المسؤولين في العراق حول فرص التعاون الوفيرة بين الجانبين، وأعرب عن أمله بأن "تفضي محادثاته مع الجانب العراقي إلى نتائج مثمرة لصالح البلدين".

بدوره، نبّه وزير النفط العراقي ثامر الغضبان إلى وجود فرص تعاون كثيرة بين إيران والعراق"، متطلعا إلى "نجاح المحادثات الثنائية من بينها آليات التنسيق اللازمة على صعيد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

وفي السياق ذاته، قال المستشار الأقدم لمعهد النفط العراقي في البصرة جمال الموسوي إن العراق وإيران لا طريق لهما غير التوافق حول الملفات النفطية، وخاصة الحقول المشتركة كون موضوع استيراد العراق للغاز مؤقتا، ونعتقد أن الحد الزمني الأقصى لحاجة العراق إلى الغاز الإيراني سيكون نهاية عام 2020 بسبب جهود متسارعة لتطوير الحقول العراقية واستثمار الغاز المصاحب لعملية استخراج النفط من حقول البصرة، إضافة إلى خطط تفعيل الإنتاج بحقل عكاز الغازي غرب العراق. 


وأكد الموسوي أن الحكومة العراقية عازمة على تصفير الملفات النفطية مع دول الجوار بشكل كامل كونها ارتبطت بحالة عدم استقرار في العلاقات معها طيلة العقود الماضية.

عضو لجنة النفط البرلمانية حامد الموسوي قال لـ"العربي الجديد"، إن "العراق في الوقت الحاضر بعد أن توافدت عليه دول كثيرة ومنها تركيا لديه فرص جيدة لتحقيق مزيد من المصالح الاقتصادية المشتركة مع هذه الدول.

وأشار إلى أن "إيران لديها مصالح كبيرة معنا وتعتبر العراق البوابة الاقتصادية التي من خلالها تتعامل مع مختلف دول العالم، وخاصة الخليج، وبالتالي هناك وفد إيراني آخر سيأتي إلى العراق يشمل 40 شركة مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبغداد لبحث جملة ملفات ومصالح".

وأردف الموسوي: إيران تريد أن تكون لها علاقات قوية مع العراق نفطيا وتجاريا واقتصاديا ونحن نتعامل مع الجميع بلا حساسية، مؤكدا أن زيارة الوزير الإيراني اليوم هي لبحث ملفات عدة، ولا سيما أن الإدارة الأميركية مددت مهلة العراق بالنسبة للتعامل مع إيران حول عقود الغاز والبتروكيماويات والأسمدة، ونحن في العراق عازمون أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي.

وقال: خطتنا ألا يكون العراق استهلاكياً خلال الفترة المقبلة، وأن نصبح مصدّرين للغاز. 
وتتمتع كل من طهران وبغداد بعلاقات اقتصادية قوية، ووصل حجم التبادل التجاري بين الطرفين خلال السنوات الماضية إلى أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، ويسعيان إلى زيادتها حسب بيانات رسمية.

ويسعى الجانبان إلى تقليل تأثيرات العقوبات الأميركية على التجارة بين البلدين. وتشمل العقوبات الأميركية على إيران حزمتين، الأولى استهدفت حظر التعامل مع طهران من قبل الحكومات والشركات وإيقاف التحويلات المالية بالدولار ومنع شراء العملة الإيرانية وحظر مصرفي، فيما استهدفت الحزمة الثانية قطاعات الطاقة والنقل البري والبحري والمنتجات البتروكيميائية.