قال مصدر دبلوماسي باللجنة المصرية المعنية بمتابعة الملف الليبي، والمشكلة من وزارتي الدفاع والخارجية، إنّه ليس لديهم علم بالبيان الليبي حول اعتراض مقاتلات إيطالية لطائرات مصرية كانت في طريقها لتوجيه ضربات داخل الأراضي الليبية.
ولكن في الوقت ذاته، لم ينفِ المصدر التواصل المصري مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لحماية الحدود المصرية الليبية المشتركة، والعمل المشترك في مواجهة "خطر الجماعات المتطرفة".
ودانت القوات التي يقودها حفتر، والمحسوبة على مجلس النواب المنعقد في طبرق، والتي تطلق على نفسها اسم "الجيش العربي الليبي"، ما سمّته بالتدخل الإيطالي في الشؤون الليبية.
وأوردت القوات، في بيان نشرته صفحة المكتب الإعلامي التابع لها على موقع "فيسبوك"، أنها "تدين بأشد العبارات التدخل السافر للحكومة الإيطالية في الشؤون الليبية الداخلية وانتهاك سيادة البلاد"، مضيفة أن "طائرات إيطالية قامت باعتراض الطيران العسكري المصري ومنْعه من تنفيذ ضربات محددة للمجموعات الإرهابية، وفق اتفاقية الدفاع المشترك المصدَّق عليها من قبل مجلس النواب لمكافحة الإرهاب".
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الداخلية الإيطالي، ماركو مينيتي، عن اتفاق مع المسؤولين الأميركيين على تشكيل فريق مشترك لمنع تحويل ليبيا إلى قاعدة لتنظيم "داعش" الارهابي.
مينيتي قال في تصريحات للتلفزيون الحكومي الإيطالي، السبت الماضي، إنه اتفق خلال اجتماعاته في واشنطن، على تشكيل فريق مشترك بين بلاده والولايات المتحدة، في مجال مكافحة الإرهاب، لمنع ليبيا من أن تصبح قاعدة جديدة لتنظيم "داعش".
وأجرى الوزير مينيتي مباحثات في واشنطن، يوم الخميس الماضي، مع وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستين نيلسن، ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، كريستوفر راي، ووزير العدل، جيف سيشنز.
وأضاف: "الاتفاق يقوم على أساس أن لدى الولايات المتحدة وجودًا في مناطق داعش، كالرقة التي تعتبر كنزاً من المعلومات، وبالتالي لديها القدرة على قراءة وفهم نظم عمليات التنظيم هناك".
وتابع: "نحن موجودون في المقابل بليبيا، ولهذا فإن التعاون الثنائي سيكون ضرورياً لنزع فتيل التهديد المتمثل في اتخاذ التنظيم من ليبيا قاعدة له، كما أن الولايات المتحدة تودّ الاعتماد على إيطاليا باعتبارها حليفاً استراتيجياً لا غنى عنه في البحر المتوسط".
وأكد وزير الداخلية الإيطالي أن أجهزة الاستخبارات في بلاده والولايات المتحدة تقدّر أن هناك ما بين 25 إلى 30 ألفَ مقاتل أجنبي في العراق وسورية كانوا في صفوف تنظيم "داعش"، ومن نجا منهم يريد الآن العودة إلى دياره.