ونقل موقع لصحيفة "الأهرام" قول الزوج، أحمد موسى عبد الفتاح، إن العاملين في المستشفى أبلغوه وزوجته بأنها لا مكان لها، لأن الطبيب الوحيد الموجود يجري عملية ولادة قيصرية لامرأة أخرى.
وأظهر الفيديو، الذي نشر على يوتيوب ومواقع أخرى على الإنترنت، المرأة وقد فاجأها المخاض أمام مستشفى كفر الدوار العام، في محافظة البحيرة، شمالي القاهرة. كانت ممددة على ظهرها في الشارع. وفيما بعد ركضت ممرضتان ونزلتا تحت االغطاء، الذي كانت المرأة مغطاة به، لتخرجا رضيعاً في غطاء زهري اللون.
وقالت إدارة المستشفى إنها كانت جاهرة لاستقبال المرأة وتوليدها، وإن الزوج وأقارب له تركوها تضع حملها أمام المستشفى لتشويه سمعته.
وقالت، في بيان: "لم يكن لأحد أن يمنع مريضا من تلقي الخدمة العلاجية اللازمة في المستشفى، إلا أنه لوحظ وجود إصرار شديد من أحد المرافقين لمنع دخول الحالة قسم الاستقبال، حينما فاجأتها آلام الولادة، وذلك لتصوير الحالة أمام قسم الاستقبال والطوارئ رغم طلب الفريق الطبي نقلها إلى داخل قسم الاستقبال".
لكن وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية، التي نشرت قرار وزير الصحة بإيقاف العاملين الثلاثة في المستشفى عن العمل، قالت: "تبين وجود شبهة قصور في دخول المريضة إلى المستشفى وإجراءات التعامل معها".
مع ذلك، لم يتوقف إبداء الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية، واتهم الغاضبون المستشفى بالإهمال، وأثاروا الشك في التزام الحكومة بعلاج السكان، الذين يبلغ عددهم 85 مليون نسمة.
وقال مستخدم لفيسبوك "سؤال يطرح نفسه بعيدا عن إهمال الحكومات للشعوب: أين ذهبت المروءة في الشعب المصري، عندما يترك (البعض) امرأة تلد في الشارع؟ وأين هؤلاء الذين يتشدقون بحرية المرأة وحقوقها؟".
وقالت منظمة الصحة العالمية، العام الماضي، إن جانب القصور الرئيسي في الرعاية الصحية في مصر هو نفقات العلاج الكبيرة، التي تطلبها المستشفيات الخاصة من المرضى، والإنفاق الحكومي الضئيل على المستشفيات العامة، مما يجعلها خارج القدرة المالية للفقراء وغير قادرة على توظيف الطواقم المطلوبة لمعالجة من يستطيعون تغطية تكاليفها.
ووعدت الحكومات المتعاقبة عبر السنوات بتحسين الخدمة الطبية.
وقال الزوج إن مسؤولين في المستشفى، الذي يخدم مدينة كفر الدوار الصناعية، التي يسكنها نحو ربع مليون نسمة، طلبوا منه قبل الولادة أن يصحب زوجته إلى مدينة الإسكندرية الساحلية، التي تبعد نحو 30 كيلومترا لتلد هناك.
وأضاف أنه عندما أصر على أن يوفر المستشفى سيارة إسعاف لنقل زوجته إلى الإسكندرية، أخرج موظفو الأمن الزوجة الحامل من المبنى، وجاءها المخاض وهي في انتظار سيارة أجرة.
وتظهر المرأة في الفيديو، الذي التقطه أحد المارة بهاتفه المحمول فيما يبدو، ممددة على الرصيف على مسافة أمتار من المستشفى وبجوارها سرير متحرك.
وظهرت، وقد أحاطت بها عدة نساء، بَدَوْنَ يحاولن تهدئتها، وكذا زوجها وعدد من المارة.
وقال رجل في الفيديو "بصوا (انظروا) يا (جماعات) حقوق الإنسان. شوفوا يا حقوق الإنسان... ملايكة الرحمة في كفر الدوار بتولّدها في الشارع، تحت البطانية، واحنا في مستشفى".
وبعد ذلك وضعت المرأة على العربة، وأدخلت المستشفى، بينما تفرق الجمع.