وصل ولي ولي العهد وزير الدفاع، محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء إلى الأردن، في زيارة هي الأرفع لمسؤول سعودي إلى البلاد، منذ وفاة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والتي أعقبها حديث عن توتر يشوب العلاقات الأردنية السعودية.
وسوّقت المملكتان الحليفتان الزيارة على اعتبارها رداً عملياً على شائعات التوتر، إذ استبق السفير السعودي في عمّان، سامي الصالح، وصول بن سلمان ليؤكد متانة العلاقات بين البلدين، والتي وصفها في بيان صحافي "بالراسخة والقديمة والمتينة والمتجذرة منذ تأسيس المملكتين"، فيما قال بيان برتوكولي صادر عن الديوان الملكي الأردني إن "العلاقات مع السعودية علاقات أخوية ومتينة".
واستقبل بن سلمان بحفاوة في الأردن، وكان في استقباله شقيق العاهل الأردني الأمير فيصل، وعدد من رجالات الدولة السياسية والعسكرية والأمنيين.
وكان من بين المستقبلين، رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق باسم عوض الله، والذي عرف في بيان الديوان بمبعوث الملك للملكة العربية السعودية، ذلك أنه حمل نهاية مايو/أيار الماضي رسالة شفوية من الملك الأردني إلى الملك السعودي، الرسالة التي يعتقد أنها أعادت المياه إلى مجاريها بين المملكتين لما يمتلك عوض الله من علاقة متينة مع رؤوس العهد الجديد في السعودية، والتي يؤكد مصدر لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكر اسمه، "أنهم احتاجوا وقتاً لحسم طبيعة علاقتهم من الأردن ومباشرتها على ما كانت عليه في عهد الملك الراحل".
وأوضح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، النائب بسام المناصير، أن زيارة بن سلمان "على قدر كبير من الأهمية كونها تبدد الشكوك التي رافقت المرحلة التي أعقبت رحيل الملك، والتي أثير خلالها لغط كبير حول وجود توجه جديد للسياسة السعودية تجاه الأردن وجمهورية مصر العربية، يتمثل بابتعادها عنهما".
ولفت المناصير في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن زيارة ولي ولي العهد للأردن بعد زيارة مماثلة قام بها إلى مصر الخميس الماضي، تؤشر إلى أن العلاقة السعودية مع حلفائها التقليديين راسخة ولا تتغيّر بتغيّر الحكام، معتبراً أن الزيارة تأتي "لزيادة التنسيق بين المملكتين خاصة، وأن السعودية هي اللاعب الرئيسي في جميع الأزمات الإقليمية، والتي ينخرط فيها الأردن".
كذلك أعرب عن اعتقاده بأن العلاقات بين المملكتين ستشهد مستقبلاً مزيداً من التطور مع بروز الأردن حليفاً رئيسياً للسعودية في مشروعها الإقليمي الجديد، والذي تواجه فيه المشروع الإيراني الذي يعبث في المنطقة والدول العربية.
وفي الوقت الذي ذكر فيه الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله أجرى مباحثات ثنائية موسعة مع ولي ولي العهد السعودي حول مجمل القضايا الراهنة، توقّعت مصادر أن تركز زيارة بن سليمان الذي يشرف على العمليات العسكرية التي تقودها بلاده في اليمن، ويشارك فيها الأردن على التعاون العسكري بين البلدين.
اقرأ أيضاً: إخوان الأردن يعودون إلى الشارع من "بوابة الأقصى"