كشف مصدر مطلع، لـ"العربي الجديد،" عن أن كتائب من المعارضة السورية، بينها كتائب إسلامية، على وشك الانسحاب من جنوبي دمشق. وجاء ذلك تتويجاً لجولة المفاوضات مع قوات الحكومة السورية.
وأكد المصدر لـ"العربي الجديد" أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، يترأس هذه المفاوضات بمشاركة عدة كتائب إسلامية، بينها "لواء أبابيل حوران" و"لواء أحفاد الأمويين". وتوقع المصدر أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ خلال ساعاتٍ قليلة.
وكان شهود عيان قد وصفوا الوضع جنوبي دمشق بأنه "سيىء للغاية"، وأشاروا إلى ضعف موقف الكتائب المقاتلة.
وعزا المصدر ضعف الكتائب إلى انهيار الحاضنة الشعبية تحت الحصار، فضلاً عن الانقسام القائم والعصابات التي سرقت الناس تحت اسم "الجيش الحر"، مما وضع المعارضة المسلحة أمام خيار الانسحاب، وبالتالي تسليم المنطقة إلى النظام.
وأشار المصدر إلى أن آليات الانسحاب غير واضحة حتى الآن. ورجّح أن يتم تسليم المنطقة إلى لجان تم تشكيلها من أهالي المنطقة نفسها أخيراً، بناءً على اتفاقيات الهدنة.
وختم المصدر بالقول إن الغموض الذي يشوب الاتفاق جعل البعض ينظر إليه على أنه "بمثابة استسلام".
من جهته، قلل الناشط فادي حسن، من أهمية هذا الاتفاق. وعلل رأيه بأن تواجد كلّ من مقاتلي "أبابيل حوران وأحفاد الأمويين وداعش" ضعيف جنوبي دمشق. ورجّح أن تتوجه كتائب المعارضة بعد خروجها من جنوب دمشق إلى محافظتي درعا جنوباً والرقة شمال شرق.
ويرى حسن أن خروج "داعش" أمر إيجابي، ولا سيما أن الفصائل الباقية ستبقى في مواقعها، وضمن مناطقها.
في هذه الأثناء، كشف حسن أن وفد المصالحة الذي دخل إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، يوم أمس الخميس، توصل إلى اتفاق يعود بشروطه إلى الهدنة السابقة التي تبادل الطرفان مسؤولية خرقها، مع استكمال دخول المساعدات.
ووعد الوفد، بحسب حسن، أن يلتزم النظام بما عليه، مقابل التزام الكتائب أيضاً بشروط النظام.
وكانت المعارضة المسلحة والقوات الحكومية قد توصلتا إلى عدة اتفاقيات هدنة كان آخرها في يناير/كانون الثاني. ونصت الهدنة الأخيرة على إدخال المساعدات الإنسانية للمخيم نتيجة لتردي الوضع الإنساني في تلك المنطقة.