صدر بيان مشترك عن هيئة الطاقة الذرية في كل من إيران والصين وأميركا، يعلن عن اتفاق الأطراف الثلاثة على التعاون معا لإعادة تصميم قلب مفاعل آراك النووي، الذي يعمل بالماء الثقيل في إيران.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن هذا البيان يعد سندا قانونيا يتم بموجبه العمل على تطبيق بند الاتفاق النووي، الذي توصلت إليه إيران مع الغرب في يوليو/تموز الماضي، والمتعلق بهذا الموقع النووي، حيث يسمح لإيران بالاستمرار في إنتاج الماء الثقيل فيه، لكن من المفترض أن تحد كثيرا من إنتاج البلوتونيوم في هذا المفاعل، وهو المادة التي تساعد على إنتاج سلاح نووي في وقت أقل.
وبحسب البيان، فإنّ الأطراف الثلاثة تتعهد بتطبيق الاتفاق النووي بحذافيره، كما ستعمل على الوقوف في وجه إنتاج وانتشار الأسلحة النووية، بغرض تحقيق الأمن، فضلا عن تأكيدهم على ضرورة تعزيز التعاون الدولي، بما يحقق هذه الأهداف.
يأتي هذا البيان بعدما عقدت اللجنة المشتركة التي تشرف على اتفاق إيران النووي اجتماعها الأول في فيينا، أمس الإثنين، وهو الاجتماع الذي حضره مساعدا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومجيد تخت روانجي، فضلا عن مساعدة منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، هيلغا شميت، وممثلين آخرين عن دول 5+1.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن عراقجي قوله، إن اللجنة اتفقت على عقد اجتماع مرة كل ثلاثة أشهر في فيينا، للإشراف على سير عملية تطبيق الاتفاق، لكنه توقع أن يعقد الاجتماع القادم أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني، أي قبل دخول الاتفاق مرحلته الثالثة، وهي مرحلة التطبيق الكامل، والتي ستبدأ بعد صدور تقرير من الوكالة يفيد بأن إيران طبقت تعهداتها الأساسية وقلصت من نشاطها النووي بموجب الاتفاق، لتلغي واشنطن والاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة عليها حينها.
وأحد التعهدات التي ستطبقها طهران، فضلا عن إعادة تصميم قلب مفاعل آراك، هو نقل الوقود النووي المخصب للخارج. وقد نقلت وكالة "إرنا" عن ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، فلاديمير فورونكوف، قوله إن نقل اليورانيوم عالي التخصيب من إيران إلى روسيا سيتم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وفيما يتعلق بتخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران، وفكها في موقعي نتانز وفردو، قال عراقجي إن البلاد تنتظر قرارا رئاسيا لبدء تنفيذ هذا التعهد.
من جهته، قال نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، إن إيران تتوقع إلغاء العقوبات خلال شهرين، معرباً عن أن بلاده ستزيد إنتاجها النفطي مباشرة بعد ذلك بمعدل 500 ألف برميل يوميا، مؤكدا أن طهران بدأت بتفعيل بعض العقود الاقتصادية مع الأجانب.
وفي السياق النووي أيضا، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، يوم أمس الإثنين، إنه لا يوجد أي اتفاق آخر بين بلاده ودول 5+1، مؤكداً من جديد أن طهران لم تفتح حوارا مباشراً مع واشنطن حول قضايا إقليمية، واصفا الخلافات بين الطرفين بالعميقة.
ونقلت عنه "فارس" قوله إن طهران تعتبر أن الاتفاق النووي سينعكس إيجاباً على علاقات البلاد مع الآخرين، وعلى قضايا المنطقة المعقدة.
اقرأ أيضا: الاتفاق النووي إلى التطبيق... وإيران تنتظر رفع العقوبات