لم تدم فرحة أهالي بلدة الضلوعية في محافظة صلاح الدين شمال العراق بخلاصهم من حصار تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) طويلاً، بعد أن داهمها عدو جديد لا يقل خطراً عن سلفه، تمثل في عناصر مليشيات الخطف، التي أثارت الرعب بين سكان الناحية خلال الأيام الماضية.
وقال زعيم قبلي من عشيرة الجبور لـ"العربي الجديد" إن عصابات الجريمة المنظمة خطفت قبل ثلاثة أسابيع أحد وجهاء المنطقة، وأطلقت سراحه مقابل مبلغ مالي قدره (5000 دولار) ، مبيناً أن الأسبوع الماضي شهد حالة خطف أخرى طالت أستاذاً في اللغة العربية في جامعة تكريت، وأفرجت عنه مقابل فدية كبيرة بلغت (60000 دولار) كلفته بيع منزله وأرضه الزراعية وسيارته الخاصة.
وأضاف الزعيم القبلي الذي رفض الكشف عن هويته "أن مليشيات الخطف داهمت منزلاً في الضلوعية لخطف أحد التجار لكنها لم تجده، فخطفت أحد أطفال العائلة، وهددت بخطف النساء إذا لم يتم تسليمها مبلغ مائة ألف دولار خلال 72 ساعة "لافتاً إلى أن شرطة الناحية تابعت العصابة وقبضت عليها على مقربة من منزل الضحية".
وأوضح المصدر، أن عناصر المليشيات نصبوا نقاط تفتيش عند مدخل مديرية الشرطة للضغط على القوات الأمنية لأطلاق سراح الخاطفين، مبيناً أن مدير الشرطة، قنديل خليل الجبوري، رفض الدعاوى التي تقدم بها ذوو المخطوفين، وامتنع عن تحويل أوراقهم إلى قاضي التحقيق، مشيراً إلى تعاون الشرطة مع الخاطفين سواء بسبب الخوف أو بسبب الفساد المالي.
وقال أحد عناصر شرطة الضلوعية لـ"العربي الجديد"، إن زعماء مليشيا متنفذة اتصلوا بمدير الشرطة، وحذروه من عواقب المضي بدعاوى قضائية ضد عصابات الخطف، ودعوه إلى التحفظ عليهم في مكان آمن إلى حين وصول زعيم المليشيا إلى محافظة صلاح الدين خلال الساعات المقبلة ولقاء الجبوري، مشيراً إلى أن العوائل النازحة التي عادت إلى الضلوعية، خلال الأيام الأخيرة، بدأت في النزوح مجدداً خوفاً من بطش المليشيات.