على الرغم من المناشدات المتكررة التي يطلقها بين وقت وآخر سياسيون وأعضاء في البرلمان، فضلاً عن السكان المحليين للحكومة العراقية، من أجل التدخل لوقف الانتهاكات التي تمارسها جماعات مسلحة متنفذة في مناطق عدة من محافظة ديالى شرقي البلاد، إلا أن هذه الانتهاكات لا تزال مستمرة، وآخرها اعتداء مسلحين مجهولين على مدنيين في قرية تابعة لمنطقة الوقف شمال شرق المحافظة.
ووجّه العضو السابق في البرلمان العراقي عن محافظة ديالى محمد الدايني اتهامات لجماعات مسلحة وصفها بـ"مليشيات اللا دولة" باستهداف المدنيين في المحافظة ليلة أمس الثلاثاء، قائلاً إن "مليشيات اللادولة في ديالى تصنع الدمار وتستهدف الآمنين الأبرياء".
وتابع: "إرهاب مفتوح، مساء هذا اليوم الثلاثاء استهدفت بنادقهم المأجورة العمياء شباب قرية أبو كرمة في منطقة الوقف، وأصيب 9 مواطنين،" مبيناً أن "إصابات البعض منهم خطيرة، فضلاً عن خسائر مادية".
ولفت إلى أن الاعتداء جرى أمام أنظار قوة عسكرية تابعة للفوج الثامن في طوارئ محافظة ديالى دون أن تحرك ساكناً، موضحاً أن القتل والحرق والتجريف يستهدف مناطق بالمحافظة من أجل تهجير ما تبقى من سكانها، وختم قائلاً: "ديالى تنزف، باب يقتل، وبساتين تحرق".
وبحسب سكان محليين في ديالى، فإن منطقة الوقف وبلدات وقرى أخرى تتعرض منذ سنوات لحملات اعتداءات شملت عمليات قتل وخطف وتهجير من قبل مليشيات مسلحة بهدف إحداث تغيير ديموغرافي بتركيبتها السكانية.
وقال أحمد المهداوي، وهو زعيم قبلي محلي في ديالى لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات المسلحة تستخدم مختلف الأساليب بهدف تهجير سكان القرى التابعة لمنطقة الوقف وقرى أخرى في محافظة ديالى، موضحا أن "هجوم الليلة الماضية ليس الأول، ولن يكون الأخير، في ظل وجود فصائل مسلحة متنفذة تعتقد أن لديها سلطة تفوق سلطة الدولة".
وأشار إلى أن بعض القرى في منطقة الوقف تتعرض بين الحين والآخر لعمليات قصف بقذائف الهاون، فضلاً عن "عمليات الخطف والتهديد والابتزاز التي تمارس في وضح النهار"، لافتا إلى أن "السكان المتضررين في ديالى سبق أن وجهوا مناشدات متكررة للحكومة العراقية، ولممثلي المحافظة في البرلمان من أجل تخليصهم من المليشيات، إلا أن تلك المناشدات لم تلق استجابة من أحد".
منطقة الوقف وبلدات وقرى أخرى تتعرض منذ سنوات لحملات اعتداءات شملت عمليات قتل وخطف وتهجير من قبل مليشيات مسلحة بهدف إحداث تغيير ديموغرافي بتركيبتها السكانية
والشهر الماضي، قال عضو البرلمان عن محافظة ديالى رعد الدهلكي إن "المحافظة تعاني من السلاح المنفلت والعصابات الجوالة التي لا توجد جهة في الحكومة العراقية قادرة على محاسبتها"، مبينا أن بعض الفصائل المسلحة متهمة بعمليات قصف واستهداف تتعرض لها بعض القرى والبلدات.
وأشار إلى أن "كثيرا من السكان يعتزمون ترك قراهم والتوجه إلى مناطق أخرى أكثر أمناً، بسبب الفوضى الأمنية، وأن ما يحدث في ديالى منذ سنوات يمثل جرائم بشعة بحق الإنسانية"، على حد قوله.