يشكل تطبيق التفاهمات الروسية الأميركية الأخيرة حول سورية، أو ما يعرف باتفاق جون كيري وسيرغي لافروف، بنداً أساسياً على طاولات المباحثات الدبلوماسية، المعلنة والسرية. ويعقد مسؤولون روس وأميركيون، اجتماعات، يشارك فيها مسؤولون من الأمم المتحدة، في محاولة جديدة لتحريك العملية السياسية بين المعارضة والنظام، والمتوقفة منذ شهر إبريل/ نيسان الماضي. لكن المعارضة السورية تؤكد أن مستقبل هذه العملية لا يزال مبهماً في ظل المجازر التي تُرتكب بحق السوريين من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه بشكل يومي، لا سيما بعد توصل موسكو وواشنطن إلى تفاهمات تخص التنسيق العسكري المشترك بينهما في سورية.
وأعلنت متحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، أمس الجمعة، أنه يأمل أن يمهد اجتماع، من المرتقب عقده في جنيف الأسبوع المقبل، مع مسؤولين أميركيين وروس، الطريق لاستئناف محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في سورية. ورفضت المتحدثة، جيسي شاهين، ذكر تفاصيل عن المحادثات أو المشاركين فيها، ونقلت وكالة "رويترز" عنها قولها خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "أملنا هو أن تساعد أي مناقشات بشأن سورية في تحريك العملية قدماً بحيث يتسنى لنا أيضاً أن نبدأ الجولة المقبلة من المحادثات بين السوريين".
وأعلنت موسكو أمس أن مدينة جنيف السويسرية ستشهد في 26 و27 يوليو/ تموز الجاري اجتماعات لمناقشة الملف السوري، تضم مسؤولين كباراً من وزارتي خارجية روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب مسؤولين في منظمة الأمم المتحدة، يتقدمهم دي ميستورا. غير أن لافروف استبق اللقاء بتثبيت دعم موسكو لبقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والذي لن يُطاح "إلا عن طريق الانتخابات" على حد تعبيره، مستعيناً بالتهويل بما سماه "تكرار السيناريو الليبي في سورية" لو أطيح بالأسد.
وقال لافروف في منتدى تعليمي للشباب بمقاطعة فلاديمير أمس: "يقول الشركاء: لنحل مشكلة ليبيا وسورية والعراق، ولننظم الانتخابات ونستأصل الإرهاب. يقولون إنه يجب أولاً إبعاد الأسد، ثم سنكافح الإرهاب. من يضمن أنه في حال إبعاده الآن، لن يحدث نفس ما حدث في ليبيا؟". وكشف رئيس الدبلوماسية الروسية أن كيري أعرب خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو عن ثقته بأن الأغلبية الساحقة من السوريين لا يؤيدون الأسد، بينما دعاه لافروف خلال المباحثات إلى "تنظيم مكافحة الإرهاب الآن، ثم إجراء انتخابات حرة، ليبعده هؤلاء الـ80 في المئة من السكان بطريقة ديمقراطية عبر التصويت".
اقــرأ أيضاً
ومن المتوقع أن تكون العملية السياسية في صلب اجتماعات جنيف، لا سيما أن اتفاق كيري ولافروف، الأسبوع الماضي في موسكو، فتح الباب واسعاً أمام تحركات سياسية غايتها وضع إطار عام لحل سياسي، على أن تُناقش تفاصيله في جولة جديدة من مفاوضات جنيف. ويتوقع مراقبون أن يعلن الموفد الأممي، في ختام الاجتماعات المرتقبة، عن موعد هذه الجولة التي ستتناول موضوع الانتقال السياسي في سورية، والقائم على تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات تدير مرحلة انتقالية. لكن يبدو أن دي ميستوار يشترط، قبل الدعوة لجولة مفاوضات جديدة، أن يحصل على ضمانات كافية من راعيي عملية السلام، بأن النظام السوري لن يعرقل المسار التفاوضي مرة أخرى، ولن يحاول تبديد جهود الأمم المتحدة من خلال محاولاته الهروب من مناقشة الاستحقاق الأهم وهو الانتقال السياسي.
وذكرت مصادر مطلعة أن الهدف من اجتماعات جنيف بين الروس والأميركيين يتمثل في وضع آليات تطبيق الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن أخيراً، بما يخص المسارين العسكري والسياسي في الملف السوري. وأشارت المصادر إلى أن الروس يدفعون باتجاه بقاء بشار الأسد من دون صلاحيات لعدة أشهر، مع ضمان عدم ترشحه لانتخابات مقبلة، كي تحميه من المساءلة القانونية أمام محاكم دولية عن الجرائم التي اقترفها خلال سنوات الثورة بحق المدنيين.
وتؤكد المعارضة السورية أنها ليست على هامش ما يجري من حراك سياسي، ولكنها ترى أن مستقبل التفاوض مع النظام لا يزال غامضاً في ظل المجازر اليومية التي يرتكبها ضد المدنيين. وفي هذا الصدد، قالت عضو وفد المعارضة المفاوض، سهير الأتاسي، إن المعارضة في "صلب تلك التحركات عبر الحراك الدائم للهيئة العليا للمفاوضات على المستوين الدبلوماسي السياسي، والشعبي"، مضيفة في تصريحات لـ"العربي الجديد": "تأثيرنا يأتي واضحاً عبر مؤشرات عديدة منها البدء بتغييرات في طاقم الأمم المتحدة في دمشق على سبيل المثال الأبسط لا الحصر، وذلك بسبب سلوكهم الذي يناقض قرارات الشرعية الدولية". وأكدت الأتاسي أن المعارضة السورية ترى أن مستقبل العملية التفاوضية "لا يزال مبهماً في ظل المجازر التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه ضد المدنيين وفصائل الثورة في سورية، وفي الاتفاقيات الغامضة التي تشرع بها الولايات المتحدة وروسيا وهي بمعزل عن السوريين وحتى عن دول أصدقاء الشعب السوري".
وأشارت الأتاسي الى أن روسيا تقود مع إيران ونظام الأسد "قطار هدن محلية" وصفته بـ"الجارف"، في محاولة "لخلق مسار يحل محل مسار جنيف"، لافتةً إلى أن الأطراف الثلاثة "تنتهك بذلك كافة قرارات مجلس الأمن الدولي التي تتحدث بوضوح عن انتقال سياسي جذري وشامل عبر مفاوضات رسمية في جنيف"، والتي وجددت الأتاسي "التزام الهيئة العليا للمفاوضات بها".
وتتحدث مصادر في المعارضة السورية عن صعوبة الوصول إلى مرحلة انتقالية "بناء على ما سبق من تطورات في الملف السوري"، مشيرة في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن الآمال بالشروع بمرحلة انتقالية ضمن الشروط التي وضعتها المعارضة السورية "آمال وهمية". وتضيف تلك المصادر أن "من يعرف طبيعة نظام الأسد يدرك أنه ليس في نيّته ترك السلطة إلا إذا استخدمت القوة، وهذه القوة التي تجبره على ذلك ليست موجودة، في ظل دعم روسي وإيراني، يقابله عدم اكتراث أميركي في فرض حل سياسي يبعد الأسد عن السلطة". وتوقعت المصادر بقاء الأوضاع في سورية "على ما هي عليه"، إلا إذا حدثت تطورات وصفتها بـ"الدراماتيكية" قد تغيّر من معادلات الصراع.
اقــرأ أيضاً
وأعلنت متحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، أمس الجمعة، أنه يأمل أن يمهد اجتماع، من المرتقب عقده في جنيف الأسبوع المقبل، مع مسؤولين أميركيين وروس، الطريق لاستئناف محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في سورية. ورفضت المتحدثة، جيسي شاهين، ذكر تفاصيل عن المحادثات أو المشاركين فيها، ونقلت وكالة "رويترز" عنها قولها خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "أملنا هو أن تساعد أي مناقشات بشأن سورية في تحريك العملية قدماً بحيث يتسنى لنا أيضاً أن نبدأ الجولة المقبلة من المحادثات بين السوريين".
وقال لافروف في منتدى تعليمي للشباب بمقاطعة فلاديمير أمس: "يقول الشركاء: لنحل مشكلة ليبيا وسورية والعراق، ولننظم الانتخابات ونستأصل الإرهاب. يقولون إنه يجب أولاً إبعاد الأسد، ثم سنكافح الإرهاب. من يضمن أنه في حال إبعاده الآن، لن يحدث نفس ما حدث في ليبيا؟". وكشف رئيس الدبلوماسية الروسية أن كيري أعرب خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو عن ثقته بأن الأغلبية الساحقة من السوريين لا يؤيدون الأسد، بينما دعاه لافروف خلال المباحثات إلى "تنظيم مكافحة الإرهاب الآن، ثم إجراء انتخابات حرة، ليبعده هؤلاء الـ80 في المئة من السكان بطريقة ديمقراطية عبر التصويت".
ومن المتوقع أن تكون العملية السياسية في صلب اجتماعات جنيف، لا سيما أن اتفاق كيري ولافروف، الأسبوع الماضي في موسكو، فتح الباب واسعاً أمام تحركات سياسية غايتها وضع إطار عام لحل سياسي، على أن تُناقش تفاصيله في جولة جديدة من مفاوضات جنيف. ويتوقع مراقبون أن يعلن الموفد الأممي، في ختام الاجتماعات المرتقبة، عن موعد هذه الجولة التي ستتناول موضوع الانتقال السياسي في سورية، والقائم على تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات تدير مرحلة انتقالية. لكن يبدو أن دي ميستوار يشترط، قبل الدعوة لجولة مفاوضات جديدة، أن يحصل على ضمانات كافية من راعيي عملية السلام، بأن النظام السوري لن يعرقل المسار التفاوضي مرة أخرى، ولن يحاول تبديد جهود الأمم المتحدة من خلال محاولاته الهروب من مناقشة الاستحقاق الأهم وهو الانتقال السياسي.
وذكرت مصادر مطلعة أن الهدف من اجتماعات جنيف بين الروس والأميركيين يتمثل في وضع آليات تطبيق الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن أخيراً، بما يخص المسارين العسكري والسياسي في الملف السوري. وأشارت المصادر إلى أن الروس يدفعون باتجاه بقاء بشار الأسد من دون صلاحيات لعدة أشهر، مع ضمان عدم ترشحه لانتخابات مقبلة، كي تحميه من المساءلة القانونية أمام محاكم دولية عن الجرائم التي اقترفها خلال سنوات الثورة بحق المدنيين.
وأشارت الأتاسي الى أن روسيا تقود مع إيران ونظام الأسد "قطار هدن محلية" وصفته بـ"الجارف"، في محاولة "لخلق مسار يحل محل مسار جنيف"، لافتةً إلى أن الأطراف الثلاثة "تنتهك بذلك كافة قرارات مجلس الأمن الدولي التي تتحدث بوضوح عن انتقال سياسي جذري وشامل عبر مفاوضات رسمية في جنيف"، والتي وجددت الأتاسي "التزام الهيئة العليا للمفاوضات بها".
وتتحدث مصادر في المعارضة السورية عن صعوبة الوصول إلى مرحلة انتقالية "بناء على ما سبق من تطورات في الملف السوري"، مشيرة في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن الآمال بالشروع بمرحلة انتقالية ضمن الشروط التي وضعتها المعارضة السورية "آمال وهمية". وتضيف تلك المصادر أن "من يعرف طبيعة نظام الأسد يدرك أنه ليس في نيّته ترك السلطة إلا إذا استخدمت القوة، وهذه القوة التي تجبره على ذلك ليست موجودة، في ظل دعم روسي وإيراني، يقابله عدم اكتراث أميركي في فرض حل سياسي يبعد الأسد عن السلطة". وتوقعت المصادر بقاء الأوضاع في سورية "على ما هي عليه"، إلا إذا حدثت تطورات وصفتها بـ"الدراماتيكية" قد تغيّر من معادلات الصراع.