كشفت مصادر في حركة "طالبان" أن الدوحة ستستضيف، في الرابع عشر والخامس عشر من شهر إبريل/ نيسان المقبل، اجتماعا بين مختلف الأطراف الأفغانية، يبحث آخر التطورات في الساحة الأفغانية، والنتائج التي انتهت إليها جولة المفاوضات التي جرت برعاية قطرية، وحضور المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاده، ورئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبد الغني برادر.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لـ"طالبان"، محمد سهيل شاهين، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماع "لويا جيركا" سينعقد في الدوحة بمشاركة مختلف زعماء القبائل والأحزاب الأفغانية، وسيبحث نتائج جولة المفاوضات بين واشنطن وحركة "طالبان"، والوضع في أفغانستان، بالإضافة للاتفاق على مسارات لحل الأزمة الأفغانية، وتصور لمستقبل البلاد.
ويعد مجلس "لويا جيركا" مؤسسة قائمة منذ قرون في أفغانستان، وتستخدم للتوصل إلى إجماع بين القبائل والفصائل والجماعات العرقية حول القضايا الخلافية.
وفيما إذا كان ممثلون عن الحكومة الأفغانية سيشاركون في هذا الاجتماع، رد شاهين بالنفي، قائلا إن "الحكومة الأفغانية لن تكون ممثلة في الاجتماع، لكن قد يشارك فيه أشخاص مقربون منها، كما حصل في الاجتماع الذي عقد في موسكو قبل أسابيع".
وعن مصير جولة المفاوضات بين "طالبان" وواشنطن، والتي قيل إنها ستعقد في الدوحة نهاية شهر مارس/ آذار الجاري، نفى شاهين أن يكون الطرفان قد اتفقا على عقد هذه الجولة من المفاوضات، وقال إنه جرى الاتفاق على تحديد موعد الجولة المقبلة بالتوافق.
وحول الموعد المتوقع لعقد جولة المفاوضات المقبلة بين الحركة والولايات المتحدة، قال المتحدث ذاته إنه يتوقع أن يجري عقد جولة المفاوضات بعد اجتماع القبائل والأحزاب الأفغانية الذي سيعقد في الدوحة.
وكانت "طالبان" قد تحدثت عقب ختام جولة المفاوضات في الدوحة عن حصول تقدم كبير في كيفية خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، وحول الفترة الزمنية وآلية خروج هذه القوات، وأيضاً حول كيفية طمأنة الأميركيين وحلفائهم إلى عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضدهم، إلا أن البيان لم يكشف طبيعة هذا التقدم.
وقال المتحدث الرسمي باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في بيان صحافي، إن الطرفين سيدرسان في الوقت الراهن بدقة ما تم إحرازه من تقدم في الموضوعين، ومشاركة ذلك مع قادتهما، والترتيب للجولة المقبلة التي سيتم تعيين وقت انعقادها بتوافق كلا الطرفين.
ولفت بيان حركة "طالبان" إلى أنه لم يتم التوافق على وقف إطلاق النار أو التفاوض مع الحكومة الأفغانية خلال هذه الجولة، كما لم يتم إدخال نقاط أخرى في أجندة المفاوضات.
كما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة وحركة "طالبان" الأفغانية حققتا "تقدماً ملموساً" في المحادثات. وقال المتحدث باسم الوزارة روبرت بالادينو: "طالبان وافقت على أن السلام سيتطلب من الجانبين أن يتعاملا بشكل كامل مع أربع قضايا رئيسية، هي ضمانات بشأن مكافحة الإرهاب، وانسحاب القوات، والحوار بين الأفغان، ووقف شامل لإطلاق النار"، وأن المبعوث الأميركي سيعود إلى واشنطن للتشاور.