وكان من المفترض أن يعقد الاجتماع أمس، الخميس، لكن تأخر وصول رئيسي حركتي العدل والمساواة جبريل إبراهيم، وتحرير السودان جناح مني أركو مناوي، عطل انعقاد الاجتماع الذي ينتظر أن يلتئم في أية لحظة بعد وصول الرجلين إلى أديس أبابا صباح اليوم.
وكانت الوساطة الأفريقية برئاسة ثامبو امبيكي قد دفعت بخارطة طريق في اجتماع جمع أربعة فصائل من قوى نداء السودان، وهي الحركة الشعبية قطاع الشمال، وحركتا العدل والمساواة وتحرير السودان وحزب الأمة بزعامة الصادق المهدي، إلى الحكومة السودانية لتسهيل إشراك تلك الفصائل في عملية الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السوداني عمر البشير لما يزيد عن العامين.
لكن رفض تلك القوى التوقيع على الخارطة عجّل بتجميدها وإيقاف تنفيذها، ولا سيما أنها رفضت الإذعان لكل محاولات التهديد وقتها للتوقيع، وأعلنت عن جملة تحفظات عليها، بينها تجاهل الخارطة لقرار مجلسي السلم الأفريقي والأمن الدولي بعقد لقاء تحضيري بمقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا يجمع كل الفصائل السودانية بلا استثناء للاتفاق على هيكلة وأجندة الحوار المزمع قبل الدخول في حوار مباشر بالداخل.
وجاء اجتماع المعارضتين السلمية والمسلحة مع المبعوثين الدوليين بدعوة من المبعوث الأميركي دونالد بوث الذي نشط في تحركات شملت جهات فاعلة في الملف السوداني، بينها دولة قطر، التي زارها في إبريل/ نيسان الماضي.
وأبلغت مصادر "العربي الجديد"، أن هناك محاولات قطرية لإقناع الحكومة السودانية بتقديم تنازلات تسهم في إقناع المعارضة بتوقيع الخارطة، والمضي قدما في عملية الحوار الوطني لتسوية الأزمة السودانية سلميا، وأكدت أن زيارة الرئيس البشير إلى الدوحة ستتناول الملف.
وتواجه المعارضة والحكومة معا بضغوطات إقليمية ودولية للدفع بعجلة الحوار، والتي تتمسك الخرطوم بأنها وصلت نهاياتها بعقد مؤتمر الحوار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بمشاركة الأحزاب الموالية للحكومة فضلا عن أحزاب معارضة ليست ذات وزن باستثناء المؤتمر الشعبي الذي شارك في الحوار بينما قاطعته الفصائل المسلحة الأساسية والمعارضة الداخلية الرئيسية، بينها حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي.
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن المبعوث الأميركي سيدفع للمجتمعين بأديس أبابا بورقة جديدة تحمل مقترحات حاول معها استيعاب تحفظات كل من الحكومة والمعارضة لتقريب وجهات النظر، والبدء فورا في الإجراءات العملية لانطلاقة الحوار عقب عطلة عيد الفطر. وأشارت لمحاولات دولية وإقليمية لإقناع الحكومة بالمؤتمر التحضيري على أن يُختارَ له مسمى يرفع الحرج عن الخرطوم التي ظلت ترفض الفكرة والاسم معا، وذكرت أن الأخيرة أبدت مرونة تجاه الخطوة.