احتجاجات بغداد: إصابات وحالات اختناق بقنابل الغاز وسط قطع التيار الكهربائي

10 ديسمبر 2019
قطع التيار الكهربائي بعدة ساحات في بغداد(ساجد محمد علي/Getty)
+ الخط -
شهدت ساحة الوثبة القريبة من جسر الأحرار في العاصمة العراقية بغداد توتراً مع حلول الظلام، اليوم الثلاثاء، بعد قيام السلطات العراقية بقطع التيار الكهربائي عن الساحة، وعن ساحة الخلاني المجاورة وجسر السنك، حيث يتمركز هناك آلاف المتظاهرين منذ أسابيع، تلا ذلك قيام قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، من أجل تفريق المتظاهرين المتجمعين في ساحة الوثبة.

وبحسب ناشطين في احتجاجات بغداد، فإنّ إطلاق النار الذي تزامن مع قطع التيار الكهربائي تسبب بحدوث إصابات وحالات اختناق في ساحة الوثبة وعلى جسر الأحرار، في ظل صعوبة وصول المسعفين إلى المصابين، مؤكدين لـ"العربي الجديد" وجود خشية من احتمال استغلال المليشيات والعناصر المخربة للظلام والتسلل إلى ساحات التظاهر، وتكرار حادثة السنك التي أسفرت، الجمعة الماضي، عن مقتل وإصابة أكثر من 120 متظاهراً.

وأشاروا إلى استمرار توافد المتظاهرين إلى ساحة التحرير، لافتين إلى اندلاع حريق لم تعرف أسبابه في إحدى بنايات شارع الرشيد في المنطقة الواقعة بين ساحتي التحرير والخلاني، فيما تمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة عليه.

وفي النجف، تزايدت أعداد المعتصمين في ساحة الصدرين، بعد انضمام متظاهرين للاعتصام، ورفع المتظاهرون هناك شعارات منددة بالقمع الحكومي الذي يمارس ضد المتظاهرين منذ أكثر من شهرين، وشددوا على ضرورة قيام السلطات المحلية بالكشف عن المختطفين والمتظاهرين الذين اختفوا في وقت سابق قرب "مرقد الحكيم" بالنجف، مطالبين بحل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ تمهد لانتخابات مبكرة.

إلى ذلك، نفى قائد شرطة النجف اللواء غانم العنكوشي الأنباء التي تحدثت عن نية قواته فض الاحتجاجات بالقوة، مبيناً، في تصريح صحافي، أنّ المتظاهرين ما زالوا موجودين في ساحة الصدرين المخصصة للتظاهر السلمي، وحذر من وجود جهات تبث إشاعات مفادها بأنّ قوات الأمن تخطط لتفريق المتظاهرين.

أما في كربلاء، فقد واصل متظاهرون وأبناء عشيرة الناشط فاهم الطائي الذي اغتيل، قبل يومين، على يد مسلحين مجهولين، احتجاجهم.

وقال المتظاهرون إنّ الاحتجاجات ستستمر حتى الكشف عن قتلة الطائي، وجميع الجهات التي تمارس القمع والقتل والخطف في المحافظة.

من جهته، قال محافظ كربلاء نصيف الخطابي، في تصريحات، إن أوامر صدرت باحتجاز جميع الضباط وعناصر الأمن الذين تقع أماكن عملهم في المنطقة التي اغتيل فيها الناشط فاهم الطائي، واعداً بالكشف عن الجناة وإحالتهم إلى القضاء "في أسرع وقت ممكن".


وفي محافظة ذي قار، اكتظت ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية بآلاف المعتصمين الذين أحيوا ذكرى قتلى المحافظة من المتظاهرين، كما واصل محتجون قطع جسر الزيتون في الناصرية.

وتزايدت أعداد المتظاهرين في مدن البصرة بشكل ملحوظ، مساء اليوم الثلاثاء، وشهدت المنطقة المحيطة بمبنى الحكومة المحلية بالمحافظة تجمعاً لمحتجين طالبوا بإصلاحات سياسية جذرية، ومحاسبة القتلة، وإنهاء نفوذ الأحزاب التي تسيطر على السلطة منذ 16 عاماً.

كذلك شهدت مدينة بدرة في محافظة واسط تظاهرة حاشدة لعشائر المدينة طالبت بإزاحة كاملة لجميع الأحزاب الحالية عن السلطة، داعية إلى الإسراع بتقديم قتلة المتظاهرين إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل.

في غضون ذلك، قالت صفحة صالح محمد العراقي على "فيسبوك"، وهي صفحة مقربة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إنّ أعضاء البرلمان "ملزمون أمام الله وأمام الشعب بالتصويت على ما ينفع الشعب"، مطالبة بأن يتضمن قانون الانتخابات بنوداً تجعل العراق دوائر متعددة تتيح الترشيح الفردي.

وحذرت الصفحة المقربة من الصدر بالقول "وفي حالة عدم التصويت أو التسويف فسيقول الشعب كلمته".

دلالات