السودان: احتجاجات منددة بمقتل 5 طلاب في الأبيض.. والعسكري "يأسف" ويعلق الدراسة
ونسبت الوكالة إلى البرهان قوله: "ما حدث في الأبيض أمر مؤسف وحزين وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة".
ويعد تصريح البرهان أول تعليق رسمي على سقوط ضحايا مدينة الأبيض، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بالوقوف وراء إطلاق النار على المتظاهرين.
وخرج آلاف الطلاب السودانيين إلى شوارع العاصمة ومناطق أخرى في البلاد، لإدانة العنف الذي مورس ضد زملائهم أمس.
وأظهر مقطع فيديو بُث على الإنترنت آلاف الطلاب السودانيين - الذين يرتدون زي المدارس ويحملون حقائب ظهر - يسيرون اليوم في شوارع الخرطوم ومناطق أخرى لإدانة قتل زملائهم.
Twitter Post
|
تأجيل التفاوض
في غضون ذلك، أعلن قياديان في حركة الاحتجاج إلغاء المفاوضات التي كانت مقررة مع العسكريين اليوم لبحث مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية.
وأكّد مفاوضان في حركة الاحتجاج السودانية عدم إجراء جلسة المفاوضات المقررة مع المجلس العسكري الثلاثاء بسبب وجود الفريق التفاوضي للحركة في مدينة الأُبيض حيث قتل خمسة متظاهرين بالرصاص الاثنين.
وقال القيادي والمفاوض في حركة الاحتجاج طه عثمان لوكالة فرانس برس "لن تعقد جلسة مفاوضات الثلاثاء مع المجلس العسكري لأن الفريق التفاوضي موجود في الأُبيض حاليا".
وأكّد ذلك أيضاً المفاوض في الحركة ساطع الحاج الذي قال إنّ الوفد "سيعود للخرطوم مساء الثلاثاء" ليتم تحديد موعد جديد للتفاوض بين الطرفين.
وقال لوكالة "فرانس برس" قيادي آخر طلب عدم كشف هويته إن المحادثات ستُستأنف عندما يهدأ الشارع، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق اختراق.
تعليق الدراسةفي غضون ذلك، أمر المجلس العسكري الانتقالي جميع حكام الولايات بتعليق الدراسة في جميع مدارس الأساس والثانوي ورياض الأطفال إلى حين إشعار آخر، بعد مقتل الطلاب الثانويين الخمسة في الأبيض.
وكانت لجنة المعلمين السودانيين قد جددت، اليوم الثلاثاء، مطالبتها بوقف الدراسة لحين انجلاء الموقف، بتكوين الحكومة المدنية.
وعزت اللجنة في بيان نشرته على صفحتها في "فيسبوك" مطلبها للحفاظ على أرواح الطلاب والطالبات.
وشددت اللجنة، الموالية لتجمع المهنيين السودانيين، على ضرورة تعليق الدراسة بقرار من المجلس العسكري، الذي حمّلته كامل المسؤولية في حادثة الأبيض، مشيرة إلى أنها ستتابع الموقف من منطلق مسؤوليتها الأخلاقية.
Facebook Post |
وكانت اللجنة قد طالبت في وقت سابق بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، لتحديد المسؤولية الجنائية عن الحادثة والإقالة الفورية لوالي ولاية شمال كردفان ومسؤولي التعليم بالولاية.
ويوم أمس، دعت حركة الاحتجاج في السودان أنصارها إلى التظاهر في أرجاء البلاد تنديداً بالأحداث التي شهدتها مدينة الأبيض، والتي قتل خلالها خمسة متظاهرين، بينهم أربعة طلاب ثانويين.
كما دعا "تجمع المهنيين السودانيين" الشعب السوداني "للخروج إلى الشوارع في مواكب هادرة، تنديداً بمجزرة الأبيض، ومطالبةً بتقديم الجناة إلى العدالة، ونقل مقاليد الحكم إلى سلطة انتقالية مدنية".
وجاء في بيان للتجمع المعارض، نشر على صفحته في "فيسبوك": "مطلبنا الآني والعاجل هو قبول الإعلان الدستوري المُعدَّل من قوى الحرية والتغيير من دون شروط وقيود أو تأنٍ".
ورأى أن "السلطة المدنية هي وحدها القادرة على إجراء التحقيقات المستقلة في كل الجرائم، والجهاز التنفيذي المراقب بعيون الشعب هو الذي سينقذ البلاد من الانهيار".
Facebook Post |
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن من بين القتلى ممرضاً وأربعة طلاب، وتحدثت مصادر سودانية عن جرح العديد من المشاركين في المظاهرة، وهو ما قد يرفع عدد القتلى.
Facebook Post |
ولم يشر بيان اللجنة إلى الجهة التي ينتمي إليها القناصة، غير أن متظاهرين صرحوا بأنهم تابعون لقوات الدعم السريع.
وخرجت المظاهرات احتجاجاً على الغلاء وانقطاع التيار الكهربائي وشح السلع، بما في ذلك الوقود والخبز، كما احتج المتظاهرون على تقرير لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم.
حظر تجوّل ليليّ في الأبيض
إلى ذلك، أعلن حاكم ولاية شمال كردفان فرض حظر تجوّل ليليّ في الأبيض، بعد مقتل المتظاهرين، أمس، بالرصاص.
وقرر الوالي المكلف اللواء الركن الصادق الطيب عبد الله، في بيان، إعلان "حظر التجول بمدن الولاية الأبيض وأم روابة والرهد أبو دكنة وبارا، اعتبارا من الإثنين بين التاسعة مساء (19.00 بتوقيت غرينتش) والسادسة صباحا (04.00 بتوقيت غرينتش)، حتى إشعار آخر".
توجيه الاتهام بقضية قتل معلم
إلى ذلك، وجهت النيابة العامة، اليوم الثلاثاء، الاتهام ضد 41 فرداً من أفراد جهاز الأمن والمخابرات في قضية تعذيب ومقتل معلم ثانوية في فبراير/ شباط الماضي.
وحسب التحريات الأولية، فإن المعلم، واسمه أحمد خير، لقي حتفه إثر تعرضه لتعذيب عنيف أثناء احتجازه بمقر جهاز الأمن والمخابرات بمدينة خشم القربة، شرق السودان، بشبهة تحريك التظاهرات ضد نظام الرئيس عمر البشير.
وأثارت الحادثة سخطاً واسعاً وسط السودانيين، بعدما أدلى رفقاء الخير في المعتقل بشهادات صادمة عن تعذيبه والتي وصلت إلى استخدام آلة حادة في تعذيبه.
وكانت النيابة قد نفت في وقت سابق تعرض المعلم للاغتصاب، وأكدت أن تقرير التشريح أثبت وجود إصابات حيوية وكدمات في الكلية اليمنى والفخذ الأيمن ومنتصف الساقين.
من جهة أخرى، قال جهاز الأمن والاستخبارات الوطني، في نشرة صحافية، إنه تم تعديل اسم الجهاز، ليصبح جهاز الاستخبارات العامة، وإن تعديلاً أصدره رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان، شمل عدداً من البنود لم يحددها المنشور. ونسب المنشور للمدير العام للجهاز، الفريق أول أبوبكر دمبلاب، قوله إن التعديل المنصوص عليه في المرسوم الدستوري "يأتي في سياق هيكلة الجهاز ومواكبته للتغيير السياسي الذي تشهده البلاد"، مضيفاً أن الجهاز أصبح مع تغيير اسمه "أكثر مهنية واحترافية، ويشارك في حماية البلاد وصون أمنها القومي".