شلت احتجاجات حاشدة إحدى أبرز الجامعات في الهند، بعد اعتقال رئيس اتحاد طلابها بتهمة التحريض على الفتنة.
واعتقل كانهايا كومار، يوم الجمعة الماضي، بعد أيام من مظاهرة في جامعة "جواهر لال نهرو" بمناسبة ذكرى إعدام أفضل غورو، عام 2013، وهو رجل كشميري أدين بشن هجوم على البرلمان الهندي.
واعتقل كومار، وهو طالب ذو ميول يسارية، وسط مزاعم بترديد شعارات مناهضة للهند خلال الاحتجاج.
ودعا العديد من المجموعات الطلابية، اليوم، إلى إضراب في الحرم الجامعي، وحضر عدد قليل من الطلاب المحاضرات. وفي مطلع الأسبوع، نظم آلاف من الطلاب والمعلمين من جامعات وكليات عدة في أنحاء الهند تجمعات احتجاجية في الجامعة.
وجاء الاعتقال بعدما رفع فصيل طلابي مرتبط بحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، شكوى للشرطة بشأن أحداث الحرم الجامعي.
وكتب وزير الداخلية الهندي، راجناث سينغ، يوم الخميس، على "تويتر"، قائلاً "إذا هتف أي شخص بشعارات مناهضة للهند وتحدى سيادة الدولة وسلامة أراضيها وهو يعيش في الهند فلن يتم التسامح معه أو تركه".
ويوم الجمعة، دخلت شرطة دلهي، الواقعة تحت إمرة سينغ، الجامعة وفتشت في غرف القسم الداخلي وطلبت التسجيلات الصوتية والمصورة للمظاهرة المؤيدة لغورو واعتقلت كومار. ونفى إدلاءه بأي تصريحات مناهضة للهند، وفقاً لتقارير إخبارية.
وقال العديد من المعلقين السياسيين، إن الاتهامات المرتبطة بمظاهرة الجامعة محاولة من الحكومة لإسكات المعارضين.
وكتب براتاب بهانو ميهتا، رئيس مركز الأبحاث السياسية، وهو مركز أبحاث مقره نيودلهي، في مقال رأي، في مطلع الأسبوع، "اعتقل كانهايا كونار، والحملة على المعارضة السياسية في جامعة جواهرلال نهرو تشير إلى أننا نعيش في ظل حكومة شريرة بشكل متطرف وتفتقر إلى الكفاءة السياسية".
ويعتبر كثيرون أن رد فعل الحكومة على الاحتجاجات في الجامعة المرموقة المشهورة باتحاد طلابها الناشط سياسياً، يأتي في إطار موجة متزايدة من عدم التسامح في الهند منذ تولي حزب رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، بهاراتيا جاناتا، الحكم في 2014.
وفي الشهور القليلة الماضية، أعاد عشرات من الفنانين والعلماء والمؤرخين الجوائز الحكومية احتجاجاً على ما يرونه صمتاً حكومياً أو تواطؤاً في خلق مناخ يعتبر فيه الانتقاد من قبيل عدم الوطنية.