أحيت بعض المناطق في العاصمة بغداد احتفالات واسعة بمناسبة ذكرى المولد النبوي داخل أحيائها الشعبية، بعد انحسارها لسنوات، وميّزها تفاعل الأهالي واجتماعهم وتوزيع الحلوى وإعداد الطعام وإنارة الشوارع بالشموع، وإقامة المناقب النبوية على طريقة المقام العراقي.
وتستمر الاحتفالات طيلة أيام هذا الشهر وهو ربيع الأول وفقا للتقويم الهجري، كما جرت العادة في العراق. ويقول مسؤولون أمنيون إن عودة الاحتفالات وتوسعها يعودان لتحسن الوضع الأمني في البلاد عموماً.
وخرجت العوائل العراقية ليلة أمس إلى الساحات والشوارع، ووزعت المحال التجارية خيرات كل بحسب إمكانيته، وكذلك وزعت المأكولات والحلوى في الأحياء السكانية، إضافة إلى أحد الطقوس الموروثة بإيقاد الشموع على الأرصفة وحول المنازل. واستمرت الاحتفالات والابتهالات والمناقب النبوية حتى أذان صلاة الفجر.
عبرت المواطنة ابتهاج الألوسي عن فرحها لـ"العربي الجديد"، وقالت: "في هذا اليوم المبارك نخرج معبرين عن فرحتنا، ونقدم الطعام والحلوى احتفاءً بهذه الذكرى، وأنا وزعت "الزردة" على جيراني وهذا طقس دأبت على الحفاظ عليه مثلما علمتني أمي رحمها الله".
أما حميد ماجد نواف فقال لـ"العربي الجديد": "أنا من الفلوجة، وأحضر كل عام في ذكرى المولد النبوي الشريف إلى منطقتي الأعظمية وباب الشيخ في بغداد، لما فيهما من أجواء جميلة تجذبني لإحياء هذه الليلة وأقوم بتوزيع المأكولات والمشروبات وأداء الصلوات".
ويحافظ مروان إبراهيم على توزيع الورود الطبيعية للعوائل المحتفلة كل عام، وقال لـ"العربي الجديد": "اعتاد أبي على توزيع الورود بالمناسبة، والآن هو يوزعها في منطقة باب الشيخ، وأنا أوزع في منطقة الأعظمية، احتفاءً بمولد خير البرية".
وأوضح محمد حمدان لـ"العربي الجديد": "إن هذا اليوم هو يوم فرح ولا يقتصر على تقديم الطعام والشراب فقط، فنحن نستعد قبل أيام ونقوم بغسل الشوارع وتزيينها وكتابة عبارات في حب النبي، وتقوم محلات التسجيلات الصوتية بتوزيع المدائح النبوية مجاناً".
وأعرب محمد سلام عن فرحه لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "أنا اليوم فرحان بمولد النبي، وأكلت الحلوى والشاورما مجانا".
وعن ذلك، قال العقيد سلام عباس من قيادة شرطة بغداد لـ"العربي الجديد"، إن "سبب التفاعل هذا العام مع المناسبة من قبل المواطنين هو الوضع الأمني المستقر نسبياً، ومحاولة المواطن البحث عن أي مناسبة يفرح بها وإن لم يكن سابقاً مشاركاً بها، كون النزعة العامة في المجتمع العراقي اليوم تقول كفى للعنف والدم تعبنا ونريد أن نركن للسلام والهدوء".
وبيّن أن قوات الأمن أعدّت خطة جيدة لحمايتهم في جميع مناطق بغداد، تحسبا لأي اعتداء إرهابي يطاولهم.