وعمدت الوحدات الأمنية وإدارة المطار إلى منع المرافقين من الاقتراب من بوابات المطار وتخصيص فضاءات ضيقة في مأوى السيارات وممرات لسيارات الأجرة السياحية، مما خلق حالة من الفوضى أمام المطار. واحتشد التونسيون في انتظار أقاربهم وأهاليهم القادمين جوّا وسط احتقان لافت، بسبب انعدام المعلومات والمعطيات عن توقيت وصول أقاربهم ومواعيد الطائرات وسط حالة من الفوضى.
وحاول عدد من التونسيين الاستفسار من قوات الأمن التي كانت تطوق مداخل المطار وسط تعزيزات لافتة، إلا أن الردّ كان إنها إجراءات وقائية لدواعٍ أمنية.
ورفعت السلطات التونسية درجة التأهب، وعزّزت حماية المنشآت الحيوية والمؤسسات السيادية مباشرة إثر العمليات الإرهابية التي حدثت الخميس الماضي في العاصمة وفي محافظة قفصة. وقال مصدر أمني من محافظة أمن مطار تونس قرطاج الدولي لـ"العربي الجديد"، إنّه تم اتخاذ إجراءات أمنية وقائية بمطار تونس قرطاج إثر العمليات الإرهابية التي جدت يوم الخميس 27 يونيو/حزيران الماضي 2019.
وفسّر المصدر نفسه، أن الإجراء يقضي بمنع دخول جميع المرافقين وتخصيص ممرات مؤمنة، وهو إجراء معمول به دوليا في البلدان التي تعيش وضعا طارئا.
ولفت إلى تضافر الجهود بين مختلف الأطراف الأمنية والمتدخلين في المطار، وأيضا التفهم من الزوار والمسافرين لإجراءات التوقي من مخاطر الإرهاب. وتتمثل الإجراءات الوقائية في منع دخول كل المرافقين إلى المطار والسماح فقط بدخول المسافرين الحاملين لتذاكر السفر، مع تركيز عديد الأحزمة خارج المبنى الرئيسي والتقليص في عدد المنافذ المؤدية إلى المطار، حرصا على سلامة المسافرين والمواطنين.
وعبرت المسافرة نوال المتجهة نحو مطار باريس أورلي الدولي الفرنسي انطلاقا من مطار تونس قرطاج الدولي لـ "العربي الجديد" عن امتعاضها من التأخير الحاصل في المعبر الضيق وظروف الاستقبال والضغط على مستوى البوابة وهو ما وصفته بسوء التنظيم.
ولم تخف استياءها من عدم مرافقة أفراد عائلتها، معتبرة أن الإجراءات الوقائية غير منطقية، داعية إلى تشديد التفتيش في المقابل والسماح لعائلتها بتوديعها من داخل المطار وليس في مأوى السيارات.
في هذا الإطار، قال كاتب عام نقابة الخطوط التونسية، نجم الدين المزوغي، لـ"العربي الجديد" إنه "تم اتخاذ إجراءات وقائية معمول بها على مستوى المعايير الدولية"، مشيرا إلى أن "أطر وأعوان (أمن) المطار يعملون على تأمين جميع الخدمات وتسهيل دخول المسافرين الحاملين للتذاكر".
ولفت إلى أن هذه الإجراءات الوقائية لا يجب أن تثير الفزع في صفوف التونسيين ولا المسافرين ولا المرافقين.
وقال سامي أحد المرافقين الذي ينتظر قدوم شقيقه من كندا لـ"العربي الجديد"، إنه لم يجد أي وسيلة للتواصل مع شقيقة أو معرفة أسباب تأخير الطائرة، مشيرا إلى أنه بقي تحت حرارة الشمس لأكثر من ثلاث ساعات في مأوى المطار في المخرج الصغير المقابل لنقطة الأمن. وبين سامي أن هناك تقصيرا في التواصل من المسؤولين، وتوضيح أسباب تعطل السفرات والمواعيد، داعيا إلى تخصيص مخاطب لتقديم التوضيحات للمواطنين والمرافقين.