ويأتي هذا التراشق على خلفية عدم دعوة كل من ياسر عبد ربه، وعلي اسحق وفاروق القدومي لجلسات المجلس الوطني، حيث أكد عبد ربه ومكتب علي اسحق لـ "العربي الجديد" عدم وصولهما أي دعوة لحضور المجلس الوطني، فيما تعذر الوصول إلى القدومي للتأكد من صحة هذا الأمر، بسبب كونه يعيش خارج الأراضي المحتلة، وجميع المذكورين أعضاء في اللجنة التنفيذية منذ عقود.
وقال عبد ربه لـ"العربي الجديد"، إن "هذا كله تبرير من أجل تبرير التلاعب بالعضوية الذي يجري على قدم وساق، للحصول على نسبة النصاب الكافي بنسبة الثلثين، فالإخوة المكلفون بهذا الأمر وعلى رأسهم عزام الأحمد يقومون بشطب أعضاء أصليين في المجلس الوطني، وفي ذات الوقت يقومون بتسمية أعضاء جدد بمن فيهم أعضاء عائلة الأحمد وتحديدا شقيقيه في المجلس الوطني المخطط عقده، للحصول على أعلى نسبة يستطيعون من خلالها القول إن نصاب الثلثين متوفر لأنهم لم يجدوا غير هذه الطريقة، نحن ضحية عملية تزوير كاملة".
وكان عبد ربه قد أرسل رسالة إلى رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون أمس، جاء فيها: "وقد علمتُ خلال اليومين الماضيين أنّ اللجنة المكلفة بالإشراف على عقد المجلس الجديد، ورئيسها بالذات السيد عزام الأحمد، قد أسقطا ذلك التقليد المعمول به منذ نصف قرن، ويُراد منا نحن، أنا والأخ العزيز أبو اللطف والأخ علي إسحق، أن نحصل على ترشيح أحد مكونات المجلس الوطني لنا، حزباً أو اتحاداً، حتى يُدرجنا ضمن قوائمه إلى دورة المجلس القادمة كمجرد أعضاء، وإلا فإننا سنبقى خارج المجلس!!".
وأضاف: "باختصار، ومن دون إطالة حديث، فإن السيد عزام المكلف الشرعي والوحيد بشؤون الممثل الشرعي والوحيد يريد سلب عضويتنا في برلمان المنظمة وحرماننا من المشاركة، بواسطة أُسلوب الحِيَل والألاعيب الصبيانية الذي اعتاد عليه".
وردّ الأحمد عليه اليوم عبر الإعلام برسالة مماثلة موجهة للزعنون قال فيها: "لا أعلم أني رئيس لجنة إشراف على عقد المجلس الوطني الفلسطيني ولست مسؤولاً عن توجيه دعوات إلى أعضائه، ولا أعتقد أن السيد ياسر عبد ربه لا يعرف أن المسؤول عن توجيه الدعوات لأعضاء المجلس هو رئيس المجلس وليس شخصاً آخر. وأمثل فتح في التحضير مع بقية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية".
وتابع الأحمد في رسالته: "السيد ياسر عبد ربه عضو مجلس وطني منذ عشرات السنين ضمن ممثلي الجبهة الديمقراطية، ثم بعد قيادته انشقاقاً أصبح ضمن ممثلي "فدا"، واستمر عضوا بهذه الصفة إلى أن أسقطته فدا مؤخراً من قائمة ممثليها فاختفى اسمه من أعضاء المجلس الوطني وعرفت ذلك مثل غيري".
وأضاف: "الأخ القائد فاروق القدومي كان وما زال ضمن ممثلي فتح وفي المقدمة، فهو أستاذنا الكبير الذي حاول السيد عبد ربه أن يربط اسمه به لعله ينال شيئاً من الاحترام والتقدير الذي يكنه الجميع لأخي الكبير أبو اللطف، والذي يقرف من رائحة ياسر عبد ربه السياسية، ورغم أنه لا توجد عضوية حكماً في المجلس الوطني نيابة عن اللجنة التنفيذية التي لا يجوز أن يحمل هذه الصفة شخص ليس عضواً في المجلس الوطني، ولا أعتقد أن ياسر عبد ربه وصل به الجهل إلى هذا الحد، علماً أن أعضاء التنفيذية الآخرين هم أعضاء في المجلس الوطني ضمن ممثلي فصائلهم".
وعقب عبد ربه على ما سبق لـ"العربي الجديد" بالقول: "أتعامل مع حركة" فدا" باحترام شديد باعتباري مؤسساً، لكنني لست عضواً فيها ولم أعد أميناً عاماً لها، منذ أن قدمت استقالتي عام 2002، لكن يجب أن لا يخلط أحد بين هذا وبين عضويتي في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عضواً مستقلاً منذ 2002 بإجماع الفصائل وقبل ذلك عضو منذ عام 1971".
وأوضح أنه "بالتالي أنا عضو مجلس وطني، والأحمد شكك في مشروعية عضويتي، أنا عملت أمين سر للجنة التنفيذية لمدة تسع سنوات، هل كان هذا عمل بالتهريب؟".
وتعذر الوصول إلى الأحمد الذي طلب الاتصال به بعد نصف ساعة، لكنه لم يجب على هاتفه لاحقاً.