وبحسب آخر معطيات "فاو" حول انتشار الجراد الصحراوي، سيتفاقم الوضع الحالي بشكل أكبر مع تكاثر الجيل الجديد الذي سينتج عنه تفشي الجراد أكثر في إثيوبيا وكينيا والصومال، وذلك وفق تقرير نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني.
وأكدت المنظمة، ومقرّها العاصمة الإيطالية روما، أنّ جنوب السودان وأوغندا، معرضان للخطر، وهناك أيضاً مخاوف بشأن تكوين أسراب جديدة في إريتريا والمملكة العربية السعودية والسودان واليمن.
وقال كيث كريسمان، مسؤول تنبؤات الجراد الصحراوي في "الفاو": "بدأت أسراب الجراد في وضع البيض، ومع تكاثر جيل آخر ستزداد أعداد الجراد. يجب بذل جهود عاجلة لمنع أعداده من الزيادة لحماية سبل عيش المزارعين وأصحاب الماشية".
ويعدّ انتشار الجراد الصحراوي هذا الأسوأ في المنطقة منذ عقود، إذ تضررت عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية والمراعي في إثيوبيا وكينيا والصومال، مع عواقب وخيمة محتملة في هذه المنطقة التي يعاني فيها بالفعل 11.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.
ومن المحتمل حدوث تدمير هائل، إذ يمكن لسرب جراد بطول كيلومتر واحد تناول كمية طعام في يوم واحد تساوي ما يأكله 35 ألف شخص.
Twitter Post
|
وفي كينيا، تنتقل أسراب الجراد غير الناضج عبر المناطق الشمالية والوسطى، وغزت، حتى الآن، 13 مقاطعة. كما بدأت بعض الأسراب في وضع بيض يفقس في أوائل فبراير/ شباط المقبل، ومن المتوقع أن تتشكل أسراب جديدة في أوائل إبريل/ نيسان المقبل.
وتوجد أسراب الجراد في المناطق الشرقية من إثيوبيا، وتستمر في التحرك جنوباً إلى الوادي المتصدع، حيث من المتوقع أن يسبب جيل جديد من الجراد المزيد من الضرر. وفي الصومال، توجد أيضاً أسراب الجراد وتتكاثر في الشمال الشرقي، وكذلك في الجنوب بالقرب من الحدود الكينية.
Twitter Post
|
ومع استمرار ارتفاع الأرقام، هناك الآن قلق شديد من أنّ جنوب السودان وأوغندا يتعرضان للتهديد؛ لأنّ بعض الأسراب في كينيا لا تبعد سوى 200 كيلومتر عن حدود البلاد مع جيرانها.
وتوضح "فاو" أنها تعمل عن كثب مع الحكومات والشركاء لدعم عمليات مكافحة الجراد والبدء في بذل الجهود لحماية سبل العيش والمساعدة في عملية التعافي طويل الأجل للمتضررين.
وتقول إنّ "هناك حاجة ملحة إلى توسيع نطاق عمليات المراقبة الجوية والبرية المكثفة للكشف عن الجراد وتقليل أعداده قبل أن ينتشر بشكل أكبر، وأن هناك حاجة إلى 70 مليون دولار لدعم عمليات المكافحة السريعة وتدابير حماية سبل العيش ومنع تدهور حالة الأمن الغذائي".