بدأت التجارب السريرية لعلاج محتمل لفيروس "إيبولا" في وحدة علاج للفيروس تديرها منظمة "أطباء بلا حدود" بالعاصمة الليبيرية مونروفيا، وهي المرة الثانية التي يتم إعطاء عقاقير تجريبية إلى مصابين بالفيروس، ما يمثل بارقة أمل جديدة لهم.
وقال المنسق الطبي للمنظمة في مونروفيا "بريت آدمسون": "أعطيناه (العلاج) إلى اثنين من المرضى حتى الآن. تلقى المريض الثاني العقاقير، وهذا الأسبوع شهدنا زيادة في عملية الإدخال (للمرضى)".
وتجرى التجارب السريرية في وحدة "إيلوا 3" العلاجية، وهي مركز إدارة "إيبولا" التابع لـ"منظمة أطباء بلا حدود" في مقاطعة بينيسفيل بالعاصمة.
ويضم المركز حاليا 10 حالات "إيبولا" مؤكدة، بينما سجلت الوحدة الثانية التابعة للمنظمة في مقاطعة لوفا، التي كانت بؤرة الفيروس، ما يقرب من 40 حالة.
وتهدف التجارب إلى تحديد ما إذا كان عقار "برينسيدوفوفير" المضاد للفيروسات علاجاً فعالاً لفيروس "إيبولا". وأوضح آدمسون "أن التجارب لتقييم واكتشاف كيف يحقق المساعدة".
وتجري تجارب العقاقير التجريبية جامعة أكسفورد، وتمولها "ويلكوم ترست"، وهي مؤسسة خيرية للبحوث الطبية الحيوية العالمية، مقرها في لندن.
وتنتج شركة "تشيميريكس" الأميركية، عقار "برينسيدوفوفير" الذي يعطى للمرضى مجاناً.
ووفقا لآدمسون، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إعطاء الدواء لمرضى "إيبولا". وأعرب عن اعتقاده بأنه "يوجد أمل في هذا العلاج التجريبي لتحسين حالة مرضى الفيروس".
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تجربة عقاقير تجريبية، يعتقد أنها تساعد في علاج فيروس "إيبولا"، على أساس التجارب السريرية في ليبيريا، حيث تضمنت المرة الأولى إعطاء عقار "زدماب"، قبل بضعة أشهر.
وأشار آدمسون، إلى أن المشاركة في التجارب كانت طوعية، مضيفا أنها "بموافقة المرضى بشكل قاطع، والمريض يجب أن يوافق ويوقع على استمارة الموافقة قبل إعطائه/ها الدواء".
ولفت المسؤول في المنظمة إلى أن التجارب خططت بدون إشراف مجموعة مراقبة من أجل إدراج أكبر عدد ممكن من مرضى "إيبولا".
وتقول "أطباء بلا حدود"، وهي منظمة إنسانية دولية حائزة على جائزة نوبل للسلام، إنها بينما تأمل في توفير العلاج التجريبي لليبيريين المصابين بـ"إيبولا"، ستبقى حذرة من أجل ضمان سلامة المرضى.
وفي هذا الصدد قال آدمسون "نراقب التجارب عن كثب لضمان عدم وقوع ضرر للمرضى"، لافتا إلى أن العقار لن يكون متوفرا في الصيدليات، ولكن سيتوفر فقط في وحدة "إيلوا 3" وفق ظروف محددة.
وبشأن فعالية عقار "برينسيدوفوفير" بمقارنة بسابقه "زدماب" أوضح آدمسون أن العقار الجديد مختلف تماما.
ومضى قائلا: "نعلم أن زدماب توفر بكميات محدودة للغاية، ولم يتأكد أنه عالج إيبولا، ولكن برينسيدوفوفير نوع مختلف من العقاقير".
ولفت إلى أن مخزونات كافية من عقار "برينسيدوفوفير"، وفرتها جامعة أكسفورد، لكنه لم يحدد حجم الكميات المتوفرة حاليا.
وأشار إلى أن عقار "برينسيدوفوفير" استخدم في دول أخرى تواجه أزمات صحية خطيرة، وأثبت فعاليته، "لدينا بالتأكيد كميات كافية للتجارب، وتلك هي الخطوة الأولى، وعندما يظهر أن هناك أملا، سوف نوفر ما يكفي".
وأفاد منسق منظمة "أطباء بلا حدود" أنه إذا ثبت أن التجارب ناجحة، سوف يتم إعطاء هذا الدواء في وحدات علاج إيبولا الأخرى في جميع أنحاء البلاد بناء على توصيات من جامعة أكسفورد ومناقشات مع الحكومة الليبيرية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في أحدث بياناتها، أن عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس إيبولا، 8235 شخصا، من أصل 20 ألفاً و747 إصابة.
وأشار بيان المنظمة، إلى أن 274 شخصاً، فقدوا حياتهم في دول غرب أفريقيا (ليبيريا، وغينيا، وسيراليون) المنكوبة، الأسبوع الماضي، جراء إصابتهم بفيروس إيبولا، فيما توفي في مالي 6 أشخاص، ونيجيريا 8 أشخاص، وشخص واحد في الولايات المتحدة، نتيجة إصابتهم بالفيروس.
وتسبب إيبولا في وفاة 3496 شخصا في ليبيريا التي سجلت انخفاضا على مستوى انتقال العدوى، بينما سجلت غينيا 1781 وفاة من أصل 2775 حالة إصابة، فيما أودى الوباء في سيراليون بحياة 2943 شخصا من أصل 9780 إصابة.
وحذرت المنظمة الأممية، في ذات البيان، من أن الفيروس يقتل نحو 60 في المئة من المرضى في المستشفيات و71 في المئة من المرضى الذين لا يتمتعون بأي علاج.