اختفاء فتيات المغرب... هروب أم اختطاف؟

وتابع الرأي العام المغربي، قبل أيام، قصة اختفاء الطفلة وصال بوخريص (13 سنة) التي اختفت وأعلنت أسرتها عن اختطافها، قبل أن تظهر مجدداً بعد ستة أيام من الغياب، فيما تضاربت الآراء حيال الواقعة.

وأكدت والدة وصال بو خريص لـ"العربي الجديد"، قصة اختطاف ابنتها من الحي الذي تقطنه الأسرة في مدينة الدار البيضاء، وأن شهود عيان شاهدوها تصعد إلى سيارة سوداء اللون، ثم انقطعت أخبارها، وأرسلت الطفلة لاحقاً رسالة هاتفية عبر هاتفها إلى والديها معبرة عن كونها في خطر.
وأوضحت والدة الطفلة أن ابنتها عادت بعد ستة أيام، وأنها لم تمس بسوء، غير أنها تضررت نفسياً من حادث الاختطاف.
وتم تداول روايات أخرى تؤكد أن الفتاة اختفت بإرادتها لأسباب مجهولة، وأنه لم يكن هناك أي اختطاف.

واختفت فتاة عمرها ست عشرة سنة، أيضاً، قبل أسابيع من مدينة سلا الجديدة، ولم يعثر لها على أثر إلى اليوم، وتقول والدتها لـ"العربي الجديد"، إنها لا تأكل ولا تنام مثل الناس بسبب اختفاء ابنتها، مضيفة أنها لا تعلم إن كانت تعرضت للاختطاف من عدمه لأنها لم تعثر على أي دليل يوصلها إلى الحقيقة.

وتضيف الأم أنها كانت تسمع عن ظاهرة اختفاء الفتيات، لكنها لأول مرة تشعر بالحرقة التي تشتعل في صدر الأمهات والآباء عندما يختفي أطفالهم، مبرزة أنها تجهل تماماً مصير ابنتها، وأنها كانت كالعادة متوجهة إلى المدرسة، قبل أن تختفي.

وقبل أيام، اختفت مراهقة من مدينة بني ملال وسط البلاد، ولم تعلم أسرتها عنها شيئاً، إلى اليوم، رغم البحث المضني عنها، وعمدت العائلة إلى نشر صورها في كل مكان لعل أحداً يدلهم على مكانها.

وقال الباحث في علم النفس الاجتماعي، عبد اللطيف رغيب، لـ"العربي الجديد"، إن حالات اختفاء الفتيات لا يمكن، حتى الآن، اعتبارها ظاهرة اجتماعية، لكنه طالب المسؤولين عن الفتيات في الأسرة والمدرسة وغيرهما من مؤسسات التنشئة للبحث في الأسباب التي تدفع طفلة أو فتاة في سن المراهقة إلى الاختفاء.

وتابع رغيب، إن حالات الاختطاف تبقى غير مؤكدة، بقدر ما تتنامى حالات الاختفاء في صفوف الفتيات والفتيان على حد سواء، مبرزاً أن أحد الأسباب هو الرغبة في استكشاف الحياة بعيداً عن الأسرة، أو تغرير آخرين بالمراهقين والمراهقات، إما بالمال أو الحب، فضلاً عن الهروب أحياناً من قسوة الوالدين وسوء معاملتهم.