وزعمت منظمة "ليخ يروشليم" اليمينية أن أنقرة تستغل انتشار فيروس كورونا، في محاولة لتعزيز نفوذها في القدس الشرقية.
ونقلت صحيفة "ميكور ريشون"، اليوم الأحد، عن المنظمة قولها إنّ تركيا تعمل حالياً على تعزيز علاقتها بالفلسطينيين في القدس الشرقية من خلال تقديم المساعدات لهم لتمكينهم من مواجهة كورونا.
وحسب المنظمة، فإنّ الأتراك يخصصون مساعدات للأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس وعوائلهم، مشيرة إلى أن الجمعيات الخيرية التابعة للحكومة في أنقرة تشدد على أنها معنية بتعزيز مناعة الفلسطينيين في القدس في مواجهة "فيروس الاحتلال" أيضاً.
وزعمت المنظمة أن المظلة الإنسانية التي ترفعها تركيا في تسويغ تقديم الدعم للمتضررين بكورونا تخفي خلفها أهدافاً سياسية ورغبة مؤكدتين في تأمين نفوذ في المدينة المقدسة.
وأشارت إلى أن التحرك التركي الأخير يأتي في إطار استراتيجية شاملة تعكف عليها أنقرة منذ سنوات لتعزيز نفوذها وتوسيعه في القدس.
وحسب الصحيفة، فإن منظمة "تراثنا" التركية التي تعمل بالتنسيق مع الحكومة في أنقرة نشرت مقطعاً مصوراً وجهت فيه رسالة إلى المتبرعين الأتراك، جاء فيه: "علينا مساعدة الفلسطينيين في القدس الشرقية الذين يواجهون كورونا والاحتلال، إنهم يواجهون أكثر فترات تاريخهم صعوبة، أنهم يتعرضون لتبعات الوباء ولإجراءات الاحتلال القمعية، وهم يتوقعون منا المساعدة والدعم".
ونقلت الصحيفة عن مؤور تسيمح، مدير منظمة "ليخ يروشليم" أن تركيا تعمل بنحو غير مسبوق في القدس الشرقية، معتبراً أن سلوكها يمثل تهديداً للسيادة الإسرائيلية على المدينة.
وحسب تسيمح، فإن الأنشطة التي تنفذها الجمعيات الخيرية التركية في القدس ومحيطها أدت بالفعل إلى تعزيز العلاقة بين الفلسطينيين هناك والحكومة التركية.
واتهمت المنظمة حركة "حماس" أيضاً بأداء دور في محاولة استغلال الوباء لتعزيز نفوذها في المدينة.
وزعمت أن الحركة من خلال عائلة "عطوان" التي تقطن في قرية صور باهر الواقعة في محيط القدس، تقدّم الدعم اللوجستي والطبي للفلسطينيين في القرية والقدس بشكل عموماً، من أجل تحسين قدرتهم على المواجهة.
وزعمت المنظمة أيضاً أن أفراداً من عائلة "عطوان" كان لهم دور في تشكيل خلايا مسلحة خططت لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وصدرت بحقهم أحكام بالسجن مدى الحياة بسبب مسؤوليتهم عن قتل جنود للاحتلال.
وحسب المنظمة، فإن عائلة عطوان مسؤولة عن إدارة جمعية "قنديل"، التي تتهمها المخابرات الإسرائيلية بأنها تمثل غطاءً لتوفير الدعم لأنشطة "حماس" في القدس ومحيطها.
وزعمت أيضاً أن هناك عشرات الجمعيات ذات الاهتمام بالمجالات الدينية والثقافية، التي تعمل في القدس المحتلة وترتبط بتركيا وحركة "حماس".
وادعت الصحيفة أن المنظمات التركية اتبعت استراتيجية جديدة للتغطية على أنشطتها، من خلال تجنب رفع الأعلام التركية في أثناء تقديم خدماتها، بهدف العمل في أقل مستوى من الاحتكاك مع الأجهزة الأمنية للاحتلال.
وتدعي الصحيفة أن السلطة الفلسطينية أيضاً تستغل أزمة كورونا في تعزيز وجودها في محيط القدس، مشيرة إلى أن إسرائيل سمحت لقوات من الأمن الوطني التابعة للسلطة بالدخول إلى قرية عقب التي انتشر فيها الفيروس بهدف ضمان فرض إجراءات الوقاية، على الرغم من أن القرية تخضع لـ"السيادة الإسرائيلية".