ارتفعت إلى ثمانية قتلى حصيلة ضحايا القصف الجوي من طيران حربي يُعتقد أنه تابع للتحالف الدولي على بلدة الصور، في ريف ديرالزور شرق سورية، بينما تواصلت صباح اليوم الجمعة، المعارك بين "داعش" ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في مدينة الرقة شمالاً.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن حصيلة ضحايا القصف الجوي على بلدة الصور، في ريف دير الزور الشمالي من طيران يعتقد أنه تابع للتحالف الدولي، بلغت ثمانية قتلى من المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
وكان الطيران الحربي قد استهدف، عصر أمس الخميس، بلدة الصور بقذائف شديدة الانفجار، وأسفرت عن مقتل مدني وجرح آخرين في حصيلة أولية، بينما احتجز مصابون وضحايا تحت الأنقاض، فضلاً عن دمار كبير في ممتلكات المدنيين.
وفي شأن متصل، شن تنظيم "داعش" هجوماً على قرية جزرة البوشمس في ريف دير الزور الغربي، استهدف موقعاً لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، ما أدى إلى مقتل عددٍ من عناصرها، بينما لاذ عناصر التنظيم بالفرار.
وفي غضون ذلك، وقعت، منتصف الليلة الماضية، اشتباكات بين تنظيم "داعش" وقوات النظام السوري في محيط حي الحويقة ومنطقة دوار البانوراما، جنوب مدينة دير الزور، وفي أطراف قرية البغيلية غرب المدينة، وسط قصف متبادل من الطرفين، إذ تحاول قوات النظام تحقيق تقدم على حساب التنظيم في محيط مطار دير الزور العسكري المحاصر من قبل "داعش".
وفي الرقة، تجددت، صباح اليوم الجمعة، المعارك العنيفة بين تنظيم "داعش" ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، في أطراف حي المشلب وحي الصناعة وفي محيط باب بغداد، بالتزامن مع قصف مدفعي من المليشيات على المدينة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن تنظيم "داعش" تمكن من استهداف مقر "قوات سورية الديمقراطية" في بلدة المنصورة بريف الرقة الجنوبي الغربي، عبر سيارة مفخخة، ما أدّى إلى مقتل خمسة من قيادييها.
بدورها، ذكرت "وكالة أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" أن الأخير قتل تسعة عناصر من مسلحي مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، بعمليات قنص قرب دوار الفروسية، ودوار البرازي، وفي حيي الروماني، والجزرة، بمدينة الرقة.
كما ذكرت الوكالة أن مليشيات "قسد" خسرت أكثر من ثلاثين مقاتلاً إثر هجمات أمس على حي المشلب وحي الصناعة، ودوار البرازي، وجامعة الاتحاد في مدينة الرقة.
وفي الجنوب السوري، تجدد القصف المتبادل، فجر اليوم، بين قوات النظام السوري والمعارضة السورية المسلّحة، في محيط مدينة البعث وبلدة الحميدية بريف القنيطرة، ما أوقع أضراراً مادية.
وفي حلب، وقعت اشتباكات، فجر اليوم أيضاً، بين قوات النظام وتنظيم "داعش" في محور قرية الكرامة على طريق إثريا - خناصر الواصل بين الرقة وريف حماة، في محاولة من النظام إحراز مزيد من التقدم على الطريق، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
وكان النظام السوري قد سيطر أمس على أجزاء من الطريق في نقطة الوصل بين محافظات حلب والرقة وحماة، الأمر الذي يتيح له فرض حصار على مواقع يسيطر عليها "داعش" في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
تصعيد النظام بدرعا
من جهةٍ أخرى، صعدت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، من القصف الجوي والمدفعي على مدينة درعا وريفها، بالتزامن مع حشد قوات عسكرية في منطقة ضاحية درعا، في حين قصف الجيش التركي مواقع لمليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية في ريف حلب.
وقال الناشط أحمد المسالمة، في حديث مع "العربي الجديد"، إن طيران النظام السوري شن ست عشرة غارة جوية، منذ صباح اليوم، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي بشكل عشوائي على مدينة درعا ومناطق في محيطها وفي قرى الشومرة، والجسري، والشياح والمصاب وايب بمنطقة اللجاة، وفي محيط بلدات ومدن المزيريب، وخراب الشحم، ونصيب، والنعيمة، وصيدا، وعلما في ريف درعا.
وأضاف المسالمة، أن القصف الجوي والمدفعي من قوات النظام، أسفر عن وقوع أضرار مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين والأراضي الزراعية.
وجاء تصعيد القصف الجوي، بالتزامن مع حالة من الترقب على جبهة بلدة اليادودة، حيث تقوم قوات النظام السوري، منذ مساء الخميس، بنقل تعزيزات عسكرية إلى المنطقة المقابلة للبلدة في الضاحية شمال غرب مدينة درعا، ما يرجح نيتها شن عملية عسكرية ضد المعارضة في المنطقة.
وفي سياق متصل، شن طيران النظام السوري غارتين على حي جوبر شرق مدينة دمشق وغارة على أطراف مدينة عين ترما في غوطة دمشق الشرقية، تزامناً مع اشتباكات متقطعة في المنطقة بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام.
وتواصل قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في المنطقة بهدف فصل حي جوبر عن الغوطة الشرقية وحصاره، في محاولة لفرض سيناريو تهجير جديد في منطقة شرق دمشق.
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية في ريف حلب الشمالي عن قصف مدفعي نفذه الجيش التركي على مواقع لمليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية في جبل برصايا وقُرى عين دقنة، والحصية، والسموقة في ريف حلب الشمالي، سمع على إثره أصوات انفجارات في مواقع المليشيا.
من جانب آخر، قالت مصادر محلية، إنّ قوة أمنية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" اعتقلت أكثر من خمسة وعشرين شخصاً، بعملية دهم في قرية المغارة بريف إدلب، بحجة أنهم ينتمون إلى فصائل عسكرية تعمل ضمن غرفة عمليات "درع الفرات" المدعومة من الجيش التركي.
وكانت "هيئة تحرير الشام" المعارضة للنظام السوري، قد أصدرت عدة بيانات سابقة ضد عملية "درع الفرات" التي شنها "الجيش السوري الحر" بدعم تركي ضد تنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي الشرقي.