ارتفع عدد ضحايا انفجار ضخم وقع، مساء أمس الثلاثاء، في مركز "سينا أطهر" الطبي في شمال العاصمة الإيرانية طهران، إلى 19 قتيلاً و9 جرحى، وفقاً لمركز الطوارئ الطبية في إيران.
وأعلن رئيس المركز، بيمان صابريان، في مؤتمر صحافي أورده التلفزيون الإيراني، أنّ الجرحى الـ9 في المستشفى، وهم بصحة جيدة، مشيراً إلى أنّ 15 شخصاً آخرين تلقوا العلاج في مكان الحادث.
لكن صابريان أشار إلى أن قوات إطفاء الحريق منعت وقوع كارثة أكبر، من خلال نجاحها في الحيلولة دون انفجار غاز "هيليوم" في المكان.
وعن سبب وقوع الانفجار الذي أدى إلى حريق ضخم في مبنى مصحة "سينا أكبر"، قال صابريان إن السلطات المعنية بدأت بتحقيقاتها لمعرفة سبب أو أسباب ذلك.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن منظمة إطفاء الحريق الإيرانية، أنّ أكثر من نصف ضحايا الانفجار كانوا من الأطباء والكادر الطبي في مستوصف "سينا أطهر". كما قال المدعي العام لطهران علي القاصي مهر، إنّ 15 من القتلى نساء والـ4 الآخرين هم رجال، مشيراً إلى أنّ النيابة العامة أمرت باستدعاء "خمسة مقصرين محتملين وتم اعتقال شخص واحد".
وأظهرت تقارير مصورة عن الحادث، أنّ شدة الانفجار ألحقت أضراراً بالبيوت المجاورة للمستوصف، وتسببت بحالة هلع وخوف بين أهالي المنطقة.
وبعد وقوع الانفجار، راجت أنباء أنه كان ناجماً عن تسرب للغاز في طابق تحت الأرض بمنشأة "سينا" الطبية، ما تسبب بانفجار أسطوانات الأكسجين في الطابق، لكن المتحدث باسم الشركة الوطنية للغاز الإيرانية، محمد عسغري، نفى ذلك، قائلاً إنّ التحقيقات الأولية تؤكد أن تسرب الغاز لم يكن سبب الانفجار، بحسب ما أوردته وكالة "إيسنا".
وأضاف أنّ الانفجارات في المكان كانت بسبب احتراق أسطوانات الأكسجين، مشيراً إلى أن سبب احتراق هذه الأسطوانات "قيد التحقيق وخبراء إطفاء الحرائق سيعلنون عن ذلك".
وفي الوقت نفسه، نفى المدير العام لإدارة الأزمات بمحافظة طهران أن يكون تسرب للغاز أو تماس كهربائي سبب الحادث.
إلى ذلك، راجت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي بعيد وقوع الانفجار، حول وجود مواد نووية مشعة داخل المستوصف، لكن نائب وزير الصحة الإيراني، إيرج حريرجي، نفى صحة هذه الشائعات، قائلاً إن المكان لم يكن بداخله مركز طبي نووي.
وفي رسالة تعزية لأهالي الضحايا، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، السلطات إلى "ضرورة إجراء تحقيقات دقيقة ومهنية للوصول إلى سبب الحادث"، مؤكداً الاهتمام بالجرحى والأسر المنكوبة.
من جهته، كشف رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي، في حوار مع نادي "المراسلين الشباب" التابع للتلفزيون الإيراني، أنّ سبب وقوع الحريق في "سينا أطهر" كان "عطلاً فنياً في منظومة الكهرباء في مكان وجود أسطوانات الأكسيجن"، مشيراً إلى أن البلدية "أرسلت خلال السنوات الثلاث الماضية ثلاثة بلاغات تحذيرية لمستوصف سينا أطهر بشأن ضرورة الاهتمام بأمان العمارة".
وقال هاشمي الذي زار، اليوم الأربعاء، مكان الحادث، إنّ تقارير الخبراء تشير إلى أن "أسطوانات الأكسيجن كانت في غرفة عند بوابة العمارة، واشتعل الحريق فيها بعد نقص في نظام الكهرباء بسبب ارتفاع حرارة الطقس".
وأضاف أنه بعد بدء الحريق، انتقل سريعاً الدخان إلى الطابق الرابع الذي يضم غرفة عمليات الجراحة، ما أدى إلى اختناق الموجودين فيها.
وبعد انتشار شائعات أخرى حول اندلاع الحريق "نتيجة فعل متعمد"، قال رئيس شرطة العاصمة الإيرانية، العميد حميد هداوند، إنه "حتى اللحظة لم يثبت وجود تعمد في الحادث"، مؤكداً، في حديث مع وكالة "مهر" الإيرانية، أنه "لا يمكن الاعتماد على شائعات تنتشر في العالم الافتراضي حول التعمد في الانفجار و ما شابه ذلك".