وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد أعلنت، اليوم، عن تعرض المستشفى المدعوم من قبلها، في حي السكري في حلب، لضربة جوية مباشرة، مساء أمس الأربعاء، أدت إلى تدميره بالكامل، وقتل ثلاثة أطباء على الأقل، بينهم آخر طبيب أطفال في حلب، و14 آخرين من الطواقم الطبية والمرضى، متوقعة ارتفاع حصيلة القتلى.
ونددت المنظمة، من خلال حسابها على "تويتر"، بتدمير المستشفى، مؤكدة أن قصفه سيحرم الكثيرين من الرعاية الطبية الأساسية، داعية إلى حماية المستشفيات، ومؤكدة على أنها ليست هدفاً للاعتداء.
وكانت مصادر محلية من المدينة قد أكدت مقتل طبيبين، في قصف للطيران الحربي الروسي على المستشفى ومبنى مجاور له، وهما طبيب الأطفال أحمد وسيم معاذ، وطبيب الأسنان أحمد محمد أبو اليمان.
وقال أبو عبد الرحمن، أحد متطوعي الدفاع المدني في حلب، لـ"العربي الجديد"، إن "عملية انتشال الضحايا من تحت الأنقاض استمرت طوال ليلة أمس تحت جنح الظلام، وهي مستمرة حتى هذه اللحظة، ولا نعرف بدقة عدد من كانوا متواجدين داخل المستشفى، إذ تجمع مئات الناس ليلاً ليعرفوا مصير مرضاهم الذين كانوا موجودين في المستشفى. للأسف معظم من كانوا في الداخل قتلوا، وقد انتشلت بيدي جثث ثلاثة أطفال".
وأضاف أبو عبد الرحمن أن "المستشفى كان يحوي عيادات لمختلف التخصصات، الداخلية والنسائية والأطفال، إضافة إلى قسم الإسعاف، وهو يخدم آلاف المرضى في المنطقة".
وأوضح الناشط الإعلامي إسلام يوسف، لـ"العربي الجديد"، أن طائرات حربية روسية استهدفت بغارتين جويتين مستشفى القدس الذي يوجد في الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة السورية بحي السكري، مبيناً أن أحد الطبيبين اللذين قتلا "كان هو طبيب الأطفال الوحيد الباقي في مدينة حلب، بعد هجرة وقتل معظم أطباء المدينة خلال السنوات الخمس الأخيرة، بسبب الصراع الدائر، والاستهداف المباشر من قوات النظام للمشافي والكوادر الطبية"، لافتاً إلى أن "سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني توافدت إلى المنطقة، وعملت على انتشال الضحايا، فيما دعت النقاط الطبية الأهالي إلى التبرع بالدم".
وذكر الناشط الإعلامي أنّ "مبنى المشفى تضرر بشكل كامل، وخرج عن الخدمة بسبب القصف المركّز عليه، بحيث تم استهدافه بغارتين متتاليتين بفارق لا يتجاوز الدقيقتين، إلى جانب تلف معظم الأجهزة والمعدات وسيارات الإسعاف".
وشنّ الطيران الحربي أمس الأربعاء، غارات جويّة على أحياء، الراشدين والحيدرية والمرجة وكرم الطرّاب وبعيدين والحرابلة والميسّر والبيّاضة، أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، في حين ألقت الطائرات المروحية العديد من البراميل المتفجرة على أحياء باب النيرب والمرجة وباب الحديد والصالحين، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى أيضاً.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، إنه قتل، خلال الأيام الستة المنصرمة، 84 مدنياً في حلب في ضربات جوية لقوات النظام السورية، و49 مدنياً في قصف للمعارضة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة.