عبّرت المعارضة السورية عن ارتياحها لنتائج ومجريات قمة إسطنبول، التي جرت يوم أمس، وجمعت كلاً من تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للتفاوض، يحيى العريضي، إن قمة إسطنبول الرباعية أثبتت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن رهانه على تقسيم الموقف الأوروبي مجرد وهم.
وأضاف العريضي في حديث لـ"العربي الجديد" أن تركيا "تهتم بوجود دولتين أوروبيتين إلى جانبها، وروسيا التي لن تستطيع مواصلة تلبية احتياجات النظام الذي بات يعتاش على الحرب والتوتر". ورأى أن الشيء الإيجابي الذي نتج عن القمة هو "إعادة التأكيد الدولي باتجاه حل سياسي متوازن، ليس على طريقة النظام ولا على الطريقة الروسية".
وأوضح المتحدث أن "ما نتج عن القمة هو توجه توافقي يرضي مصالح الأطراف الأربعة، وهو ما يتطلبه أي حل سياسي، رغم أن النظام وإيران لا يحبّذان، كما بات معروفاً، الحل السياسي، بل متابعة خطهما في فرض الأمر الواقع عبر السيطرة على الأرض بالقوة ومن ثم فرض ما يسمى بالمصالحات، ويحاولان جر روسيا لهذا الموقف".
وأعرب عن اعتقاده بأن العالم بات ينشد حلاً سياسياً حقيقياً، و"روسيا تدرك أن الطريقة الوحيدة لحصد ثمار استثمارها في سورية هو الحصول على توافقات دولية وسد الفجوات مع المواقف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومجموعة خمسة زائد اثنين".
من جانبه، قال المحلل الاستراتيجي العميد أحمد رحال لـ"العربي الجديد" إن قمة إسطنبول "تدعم الحل السياسي وترسخ مظلة أوروبية لهدنة دائمة بإدلب ومحيطها".
ورأى أن روسيا "كانت هي الخاسر الوحيد في القمة، إذ عجزت عن تسويق ما أرادته من هذا التجمع، وهو وضع إعادة الإعمار وعودة اللاجئين على الطاولة الدولية".
وأشار إلى أن الدول الثلاث شددت على رفض الحل العسكري بإدلب، كما أعادت ألمانيا وفرنسا موقفهما بشأن ملف الإعمار وإعادة اللاجئين، وإلى محاولات موسكو المستمرة لتعويم نظام الأسد، وإشراك إيران في الحل.
من جهته، قال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري في تغريدة له على "توتير" إن "اجتماع قادة أربع دول مؤثرة في الملف السوري مهم جداً ويعتبر خطوة متقدمة، ونأمل أن يكون نقطة فارقة في مسار الحل السياسي في سورية".
Twitter Post
|
واختتمت في مدينة إسطنبول، مساء أمس، القمة الرباعية التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وعقب اختتام القمة، عقد القادة الأربعة مؤتمرًا صحافيًا، أكدوا خلاله ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، والإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية، وتأكيد الالتزام باتفاق أستانة.
وتناول الزعماء خلال القمة آخر المستجدات الميدانية في سورية، وخاصة في محافظة إدلب، إضافة إلى مسيرة الحل السياسي للأزمة.