استدراج كارلوس غصن.. وخاشقجي
لا أعتقد أنني قادرٌ على أن أدافع عن كارلوس غصن، أو أنني معجبٌ بعالم المال والأعمال. أنا غريب عن هذا العالم، كأنني مخلوقٌ من كوكب آخر. ولكن لا يمكنني إلا أن أقف مندهشا أمام طريقة التوقيف والاتهام والطريقة التي تبرأت منه شركة نيسان اليابانية، على لسان مديرها العام الياباني، قبل أن يبت القضاء بقضيته، بل قبل أن يقرّر مجلس إدارة الشركة في مستقبل كارلوس غصن في الشركة المفترض أنه أنقذها.
من حيث الشكل، يتهيأ أن كارلوس غصن استدرج إلى اليابان في ذلك اليوم، حتى يلقى القبض عليه، وبطريقة صلفة... وكأن اليابان استوحتها من قصة الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، الذي تم استدراجه إلى قنصلية بلاده في إسطنبول، للتخلص منه.
بدل أن تقوم السلطات اليابانية بهذه القسوة الاستعراضية، بالقبض على أحد أكبر رجال الأعمال في اليابان والعالم، أما كان ممكنا أن تستدعيه للتحقيق، بعد أن يصل إلى بيته، أو إلى الفندق، حتى يأتي من تلقاء نفسه؟ هل كان هناك خطر على الأمن الياباني، والعالمي، حتى تجري عملية الاعتقال الصلفة هذه؟ وهل كانت اليابان تعاملت مع كارلوس غصن على هذا النحو لو كان مواطنا يابانيا؟
لم يدفع التسونامي الذي ضرب اليابان عام 2011، وأصاب منطقة فوكوشيما بكارثة نووية بيئية، السلطات اليابانية، إلى أن تأخذ مثل هذه الإجراء الصلف والعنيف بأيّ من المسؤولين عن المصانع النووية في فوكوشيما.علما أنه تبين أن المسؤولين عن بناء هذه المصانع هم المسؤولون عن تلك الكارثة، لأنهم أرادوا أن يوفروا بالبناء، ففضلوا تدمير البيئة والحياة والناس، للتوفير في المصاريف المالية. علما أن كلمة تسونامي نشأت في اليابان، هذه الأمواج العاتية القادمة من المحيط الذي يتعرّض لزلازل في أعماقه.
ثم إن مدير عام شركة نيسان، الياباني، أخذ يهاجم رئيسه كارلوس غصن، قبل أن يجلس الأخير على كرسيه أمام المحقق، فإذا بهذا الياباني الصلف يسبق القضاء الذي لم ينبس ببنت شفة بعد، بل ويسبق مجلس إدارة نيسان بأن يكيل التهم إلى معلمه، وولي أمره الذي وضعه في ذلك الموقع.
كان المفترض بشركة نيسان على الأقل أن تتحدث باسم المسؤولين عنها إنهم يثقون بالقضاء الياباني، ويثقون بنزاهة كارلوس غصن حتى تثبت إدانته، وسيضعون في تصرفه كل المساعدات القانونية التي يحتاجها. .. وكأني بهم يتصرّفون معه كأنه غريب جاء يسرق لقمة الخبز من أمامهم، فانهالوا عليه بأحقادهم التي جاءت من كل حدب وصوب. المال في اليابان لا إله له.
قبل نحو ثلاثين عاما، قتل شاب ياباني فتاة هولندية في باريس، وأخذ يأكل منها كل يوم، ثم ألقي القبض عليه، وهو يرمي بقاياها في مياه بحيرة غابة بولونيا قرب باريس. ثم اعترف بجريمته أمام القضاء، لكنه يبدو أنه كان من أسرة غنية، ففوضت له أفضل المحامين، وأفضل الأطباء النفسيين الذين قرّروا أنه مريض نفسيا، ولا يمكن محاكمته، بل يجب وضعه في مصح عقلي للعلاج. وبعد فترة وجيزة، سمحت السلطات الفرنسية بنقله إلى بلاده لكي تتم معالجته في مصحٍّ عقلي عليها. ثم قرّر الأطباء النفسيون هناك أن السيد ساغاوا، وهذا اسمه، تماثل للشفاء، ويمكنه أن يخرج من المصح. وما كان لأسرة الضحية الهولندية إلا أن تندب ابنتها، وتبكي، وتعض على الجرح.
وليس مستبعدا أن تكون اليابان استدرجت كارلوس غضن على طريقة استدراج جمال خاشقجي، بانقلابٍ قامت به مع شركة نيسان، لا لقتله وتقطيعه، بل لعلها ستفرض عليه أن يقوم بعملية هارا كيري، أي قتل أحشائه، كما كان يفعل مقاتلو الساموراي، عندما يغسلون هزيمة أو عارا لحق بهم.
من حيث الشكل، يتهيأ أن كارلوس غصن استدرج إلى اليابان في ذلك اليوم، حتى يلقى القبض عليه، وبطريقة صلفة... وكأن اليابان استوحتها من قصة الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، الذي تم استدراجه إلى قنصلية بلاده في إسطنبول، للتخلص منه.
بدل أن تقوم السلطات اليابانية بهذه القسوة الاستعراضية، بالقبض على أحد أكبر رجال الأعمال في اليابان والعالم، أما كان ممكنا أن تستدعيه للتحقيق، بعد أن يصل إلى بيته، أو إلى الفندق، حتى يأتي من تلقاء نفسه؟ هل كان هناك خطر على الأمن الياباني، والعالمي، حتى تجري عملية الاعتقال الصلفة هذه؟ وهل كانت اليابان تعاملت مع كارلوس غصن على هذا النحو لو كان مواطنا يابانيا؟
لم يدفع التسونامي الذي ضرب اليابان عام 2011، وأصاب منطقة فوكوشيما بكارثة نووية بيئية، السلطات اليابانية، إلى أن تأخذ مثل هذه الإجراء الصلف والعنيف بأيّ من المسؤولين عن المصانع النووية في فوكوشيما.علما أنه تبين أن المسؤولين عن بناء هذه المصانع هم المسؤولون عن تلك الكارثة، لأنهم أرادوا أن يوفروا بالبناء، ففضلوا تدمير البيئة والحياة والناس، للتوفير في المصاريف المالية. علما أن كلمة تسونامي نشأت في اليابان، هذه الأمواج العاتية القادمة من المحيط الذي يتعرّض لزلازل في أعماقه.
ثم إن مدير عام شركة نيسان، الياباني، أخذ يهاجم رئيسه كارلوس غصن، قبل أن يجلس الأخير على كرسيه أمام المحقق، فإذا بهذا الياباني الصلف يسبق القضاء الذي لم ينبس ببنت شفة بعد، بل ويسبق مجلس إدارة نيسان بأن يكيل التهم إلى معلمه، وولي أمره الذي وضعه في ذلك الموقع.
كان المفترض بشركة نيسان على الأقل أن تتحدث باسم المسؤولين عنها إنهم يثقون بالقضاء الياباني، ويثقون بنزاهة كارلوس غصن حتى تثبت إدانته، وسيضعون في تصرفه كل المساعدات القانونية التي يحتاجها. .. وكأني بهم يتصرّفون معه كأنه غريب جاء يسرق لقمة الخبز من أمامهم، فانهالوا عليه بأحقادهم التي جاءت من كل حدب وصوب. المال في اليابان لا إله له.
قبل نحو ثلاثين عاما، قتل شاب ياباني فتاة هولندية في باريس، وأخذ يأكل منها كل يوم، ثم ألقي القبض عليه، وهو يرمي بقاياها في مياه بحيرة غابة بولونيا قرب باريس. ثم اعترف بجريمته أمام القضاء، لكنه يبدو أنه كان من أسرة غنية، ففوضت له أفضل المحامين، وأفضل الأطباء النفسيين الذين قرّروا أنه مريض نفسيا، ولا يمكن محاكمته، بل يجب وضعه في مصح عقلي للعلاج. وبعد فترة وجيزة، سمحت السلطات الفرنسية بنقله إلى بلاده لكي تتم معالجته في مصحٍّ عقلي عليها. ثم قرّر الأطباء النفسيون هناك أن السيد ساغاوا، وهذا اسمه، تماثل للشفاء، ويمكنه أن يخرج من المصح. وما كان لأسرة الضحية الهولندية إلا أن تندب ابنتها، وتبكي، وتعض على الجرح.
وليس مستبعدا أن تكون اليابان استدرجت كارلوس غضن على طريقة استدراج جمال خاشقجي، بانقلابٍ قامت به مع شركة نيسان، لا لقتله وتقطيعه، بل لعلها ستفرض عليه أن يقوم بعملية هارا كيري، أي قتل أحشائه، كما كان يفعل مقاتلو الساموراي، عندما يغسلون هزيمة أو عارا لحق بهم.