تتنقّل الابنة بالريموت كونترول بين فضائيات عربية أخرى، في الجلسة نفسها، فتتوقّف للحظات عند قناة "العربية" السعودية، التي كانت تعرض تقريراً عن فتوى أصدرها مفتي المملكة العربية السعودية، عبد العزيز آل الشيخ، حول تحريم مسلسل كويتي يحمل عنوان "أمس أحبك وباجر وبعده"، على اعتبار أنّه يتناول زنا المحارم. فتؤكد المحطة في تقريرها أن شقيقتها mbc تراعي شعور المسلمين في رمضان، وتراعي اجتماع العائلة وتقدّر رأي مفتي الديار السعودية بشأن التحريم، لكنّها تضيف أنّ "المسلسل يبتعد عن معالجة زنا المحارم بالطريقة المغلوطة التي وصلت إلى سماحة المفتي والناس". وختاما تؤكّد المحطة في ردّها على المفتي أنّها تراعي "فضائل ومحرّمات الشهر الفضيل، لكنّ المسلسل، على خلاف كلّ ما يُقال، لا يسوّق بل يعالج"، ولهذا ستعرضه القناة السعودية، الواثقة من اختيارها.
ينزعج الرجل المسنّ مجدّداً، فتصمت زوجته قليلاً، وتنظر إلى ابنتها بعين العتب، كأنّ الفتاة اقترفت ذنباً حين شاهدت التقرير وسمحت للجميع بمشاهدته. ويروح الأب يتمتم بكلمات غير مفهومة: "استرها معنا يا ربّ". ويتابع: "اللهم بلّغنا رمضان بدون هيفا وميريام"!