ورجّح رئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" قدري أبو بكر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنّ استشهاد الأسير طقاطقة "جاء على خلفية التحقيق معه وتعرّضه للتعذيب، حيث استشهد في غرفة عزل في مستشفى قريب من مستشفى الرملة".
وقال أبو بكر لـ"العربي الجديد": "علمنا صباح اليوم عن استشهاد طقاطقة، وذلك بعد قيام إدارة سجون الاحتلال بإبلاغ المعتقلين بهذا الخبر، والقيام بإغلاق أقسام وغرف المعتقلات ومنعهم من الخروج خوفاً من ردة الفعل".
وأضاف أنّ إدارة السجون "تتحدث عن تعرّض الأسير طقاطقة للجلطة، لكننا نرى أنّ استشهاد أسير يبلغ من العمر 20 عاماً بعد أسبوعين على اعتقاله، مرتبط بظروف التحقيق معه".
وشدد قائلاً: "نرفض الرواية الإسرائيلية، ونطلب تشريح جثمان الشهيد لمعرفة أسباب الاستشهاد".
من جهته، رفض "نادي الأسير" الفلسطيني، "أي ادعاءات تحاول الإدارة الإسرائيلية بثّها حول ظروف استشهاد طقاطقة"، مشيراً إلى أنّ عائلة الأسير أكدت أنّ نجلها لا يعاني من أي مشاكل صحية، وهذا الاعتقال الأول له. علماً أنّ له ستة أشقاء غيره، ووالده متوفى.
وحمّل "نادي الأسير"، بحسب ما ذكر في منشور على صفحته على "فيسبوك"، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، "المسؤولية الكاملة عن استشهاد طقاطقة، وعن مصير كافة الأسرى في سجونها، ولا سيما أنّ الأسير طقاطقة استُشهد وهو في فترة التحقيق؛ الأمر الذي يستدعي التوقف عند هذه الفترة التي ينفذ فيها المحققون أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي".
نادي الأسير الفلسطينيMonday, 15 July 2019" style="color:#fff;" class=facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
ولفت "نادي الأسير" إلى أنه باستشهاد الأسير طقاطقة، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة في معتقلات الاحتلال منذ عام 1967 إلى 220 شهيداً.
الخارجية الفلسطينية و"حماس": نحو تحقيق دولي لكشف "الجريمة العنصرية"
في غضون ذلك، حملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان لها اليوم الثلاثاء، الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو وأذرعها الأمنية بما فيها مصلحة إدارة السجون، "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استشهاد الأسير طقاطقة، أثناء خضوعه للتحقيق من قبل قوات الاحتلال".
وطالبت وزارة الخارجية بـ"تشكيل لجنة تحقيق دولية بإشراف الصليب الأحمر الدولي للوقوف على ملابسات وتفاصيل هذه الجريمة العنصرية"، كما طالبت بـ"توفير الحماية القانونية والسياسية للأسرى جميعاً"، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
وأكدت الوزارة الفلسطينية أن "اللامبالاة التي يبديها المجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه المختصة تجاه انتهاكات وجرائم الاحتلال، تشجع سلطات الاحتلال على التمادي في ارتكاب مثل هذه الفظائع".
وقالت الخارجية الفلسطينية إن استشهاد طقاطقة في أقبية التحقيق "يستدعي تحركاً عاجلاً من الجنائية الدولية، وفتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال وملاحقة ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
في سياق مواز أيضاً، طالبت حركة "حماس" بتشكيل لجنة تحقيق دولية، مشيرة إلى أن "استشهاد طقاطقة يؤكد مرة أخرى على الوجه الإجرامي للاحتلال في تعامله مع أسرانا".
وأضافت: "تفاصيل جريمة استشهاد الأسير الفلسطيني تتطلب لجنة تحقيق دولية لتظهر للعالم تفاصيل التعذيب الذي تعرض له خلال أسبوعين قبل أن يرحل شهيدا".
ودعت الحركة إلى تحرك جماهيري واسع للتضامن مع المعتقلين بالسجون الإسرائيلية.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد اعتقلت طقاطقة قبل نحو أسبوعين، بعد دهم منزل ذويه في بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم، ونقلته إلى سجن "الجلمة" للتحقيق، وبعدها تم نقله إلى العزل الانفرادي في "نيتسان"، حيث استشهد هناك.
يُشار إلى أنّ الأسير طقاطقة في العشرينيات من العمر، من سكان بلدة بيت فجار قضاء بيت لحم.