أظهر استطلاع للرأي العام في الولايات المتحدة أنّ 52 % من الناخبين الكاثوليك في الولايات المتحدة، سيقترعون في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، فيما لم يحصل مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلا على 32 % من أصوات الناخبين الكاثوليك.
ووفق نتائج الاستطلاع، التي نشرت أمس الأحد، فإنّ الانحدار الحاد في نسبة تأييد الكاثوليك لمرشح رئاسي عن الحزب الجمهوري يعتبر سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفي العقود الماضية، تقاسم الحزبان الجمهوري والديمقراطي بشكل متقارب أصوات الناخبين الكاثوليك، إذ فاز في العام 2012 المرشح الديمقراطي باراك أوباما بأصوات الكاثوليك بفارق 2% عن مت رومني مرشح الحزب الجمهوري آنذاك، بعدما كان المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش قد فاز في العام 2004 بأكثرية أصوات الكاثوليك.
ويرى مراقبون أنّ الفارق الكبير في حجم التأييد لكل من كلينتون وترامب لدى كاثوليك الولايات المتحدة، يعود إلى موقف ترامب من المهاجرين من أميركا اللاتينية وأكثريتهم الساحقة من الكاثوليك، إضافة إلى تهديده بترحيل نحو 15 مليونا من اللاتينو المقيمين في الولايات المتحدة، وبناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع وصول مهاجرين جدد.
وخلال الأشهر الماضية، عبّر رجال دين كاثوليك أميركيون عن تضامنهم مع المهاجرين من الدول اللاتينية، وأعربوا عن استنكارهم للإساءات العنصرية التي وجهها ترامب إلى هؤلاء، فيما شكك رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم البابا فرنسيس بمسيحية الملياردير النيويوركي، وقال إنّ "من يريد تدمير الجسور وإقامة الجدران بين الناس ليس مسيحياً".
ويحظى ترامب بتأييد قوي في أوساط اليمين المسيحي من الإنجيليين البروتستانت، والمجموعات المتطرفة عنصرياً.
وفذ هذا السياق، يعتبر مدير حملته الانتخابية اليميني المتطرف ستيفن بينان أنّ تأييد الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة لتشريع إقامة المهاجرين من أميركا اللاتينية، "يهدف إلى تعزيز نفوذ الكنيسة الكاثوليكية، من خلال ضم ملايين الرعايا الجدد بعد إعطائهم الجنسية الأميركية للمهاجرين المقيمين في الولايات المتحدة، ما يجعل الكنيسة في موقع أقوى من منافستها الكنيسة البروتستانتية"، حسب قوله.
وبرز مؤخراً خلاف بين البروتستانت والكاثوليك في الولايات المتحدة حول الموقف من زواج المثليين، حيث تبدو الكنيسة الكاثوليكية أكثر مرونة وقبولاً لقرار المحكمة الأميركية العليا بتشريعه، مقابل رفض الإنجيليين المسيحيين للقرار واعتباره مخالفاً للدستور الأميركي.
ويعيش في الولايات المتحدة أكثر من 70 مليون كاثوليكي، وهم أكبر مجموعة دينية في البلاد، ويشكلون 22% من عدد السكان، ويعتبرون قوة ناخبة أساسية.
يذكر أنّ الكاثوليكي الوحيد الذي انتخب رئيساً للولايات المتحدة، هو الرئيس الأميركي الراحل جون كيندي، الذي اغتيل في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1963 قبل عام من انتهاء ولايته.