بين استطلاع للرأي العام بثت نتائجه القناة الإسرائيلية الثانية، مع مرور عام على الانتخابات الإسرائيلية، أن الائتلاف الحكومي الذي يقوده رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يتراجع بأربعة مقاعد، لكن ذلك لا يعني وجود ائتلاف بديل يقوده أحد خصوم نتنياهو في حال جرت الانتخابات الإسرائيلية الآن وليس في موعدها الرسمي في عام 2019.
وبين الاستطلاع الذي أجراه معهد "مدغام" بإدارة مينا تسيمح، أن الائتلاف الحكومي الحالي بقيادة نتنياهو يتراجع إلى 57 مقعدا بالمجمل، فيما يبدو الرابح الوحيد من الأحزاب الإسرائيلية على نحو خاص، زعيم حزب "ييش عتيد"، يئير لبيد الذي منحه الاستطلاع الجديد 19 مقعدا بدلا من 11 مقعدا يملكها الآن، فيما يتراجع الليكود كحزب من 30 مقعدا إلى 26 مقعدا، ويعزز حزب المستوطنين المتطرف "البيت اليهودي" المشارك في الائتلاف قوته من 8 مقاعد إلى 11 مقعدا.
اقرأ أيضاً: مناورات برلمانية على خلفية التوتر في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي
ووفقاً للاستطلاع فإن الخاسرين الأساسيين بحسب الاستطلاع هما حزب "المعسكر الصهيوني" (حزب العمل سابقاً) بقيادة يتسحاق هرتسوغ الذي يتراجع من 24 مقعدا إلى 18 مقعدا، وهو ما يشكل ضربة قوية لهرتسوغ نفسه ولقيادته لمعسكر اليسار في إسرائيل. ويحظى حزب ليبرمان "يسرائيل بيتينو" بمقعدين إضافيين لقوته الحالية، ليرتفع إلى 8 مقاعد بدلا من ستة مقاعد يملكها حاليا.
لكن هذه التبدلات في قوة الأحزاب الحالية وتراجع قوة الائتلاف الحكومي، بأربعة مقاعد لا تغيّر عمليا في قوة أحزاب اليمين ككل حتى وإن لم تكن جميعها في الائتلاف الحكومي،
فبالرغم من تراجع الليكود بأربعة مقاعد وتراجع حزب كولانو بثلاثة مقاعد، إلا أن حزب "البيت اليهودي" عزز قوته بثلاثة مقاعد إضافية، مما يعني عمليا انتقال 3 مقاعد من الليكود لصالح البيت اليهودي، ومقعدين لصالح حزب ليبرمان اليميني.
إضافة إلى ذلك فإن زيادة قوة حزب ييش عتيد بـ8 مقاعد، بعضها على حساب "المعسكر الصهيوني" لا ينفي كون الحزب حزبا يمينيا وإن كان لا يشارك في حكومة نتنياهو، فإنه يفعل ذلك لمعارضته الدخول في حكومة مع أحزاب الحريديم، وليس بفعل خلاف على موقف سياسي مع حزب الليكود.
ويمكن القول إن تراجع الائتلاف الحكومي إلى 57 مقعدا في حال جرت الانتخابات في الوقت الراهن لا يجعل اليمين الإسرائيلي أقل قوة من قبل، خاصة إذا أخذ بالحسبان حزب ييش عتيد الذي يرتفع إلى 19 مقعدا وحزب ليبرمان إلى 8 مقاعد.
ووفقا للتحركات الحزبية الداخلية في الساحة الإسرائيلية، فإن هناك نوعا من التنسيق والتعاون بين حزبي ليبرمان ويئير لبيد، حاليا، وهو تنسيق لا يمكن التكهن بأنه سيصمد إلى حين الانتخابات القادمة.
علاوة على ذلك فإن تراجع حزب وزير المالية، موشيه كاحلون "كولانو"، بثلاثة مقاعد من شأنه أن يدفع الأخير بالذات إلى تكثيف نشاطه للإبقاء على الائتلاف الحالي وعدم افتعال أزمات ائتلافية مع نتنياهو، وبالتالي أن يتجه كاحلون إلى القبول باقتراح نتنياهو بالتوجه نحو إقرار ميزانية عامة لسنتين وليس فقط للعام القادم، مما قد يضمن لنتنياهو عامين إضافيين في الحكم، دون أن يرغب خلالهما أي من الشركاء الحاليين بالمغامرة للتوجه لانتخابات جديدة قد يكون المبادر إليها (سواء كان حزب كاحلون، على خلفية الميزانية العامة، أو حزب البيت اليهودي بقيادة نفتالي بينيت) الخاسر الرئيسي منها.
اقرأ أيضاً: استطلاع: الليكود يحافظ على قوته ولبيد يقترب من هرتسوغ