وبينما أطلق متظاهرو محافظة المثنى جنوبيّ البلاد، مبادرة لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء في ساحات الاحتجاج، بدأت السلطات العراقية بإجراءات لافتتاح أربع مناطق كانت خاضعة لسيطرة المتظاهرين في العاصمة بغداد، مع إطلاق تحذيرات للمحتجين الذين يعترضون تطبيق هذه الإجراءات.
وقضى متظاهرو بغداد ليلتهم في ساحة التحرير، مجددين المطالبة بتكليف شخص مستقل تشكيل حكومة مؤقتة، وضرورة محاسبة جميع المتورطين بقمع الاحتجاجات.
وتعرضت خيمة اعتصام في ساحة التحرير، ليلة أمس الثلاثاء، لاعتداء من قبل أشخاص ادّعوا انتماءهم إلى "التيار الصدري"، حيث ضربوا معتصمين بداخلها وكسّروا محتوياتها، بذريعة قيام طلبة معتصمين بإطلاق شعارات منددة بزعيم التيار مقتدى الصدر من داخل الخيمة.
وفي السياق، أكد سكرتير رئيس الوزراء محمد حميد البياتي، البدء بإعادة فتح جسر السنك في بغداد، الذي قطعه المتظاهرون منذ أكثر من أربعة أشهر، مضيفاً، في تصريح صحافي: "في الساعة السادسة من صباح اليوم (الأربعاء)، باشر الجهد الهندسي من قيادة عمليات بغداد برفع الحواجز الكونكريتية من جسر السنك وفتحه أمام حركة العجلات"، معتبراً أنّ افتتاح الجسر "سيساهم في تخفيف الزخم المروري الحاصل وسط العاصمة".
وحتى الساعة التاسعة من صباح اليوم الأربعاء، لا يزال متظاهرون يتجمعون في ساحة الخلاني الواقعة في الجانب الشرقي من الجسر الذي يربط الساحة بالسفارة الإيرانية في بغداد، ومبنى التلفزيون العراقي الرسمي.
من جهتها، أعلنت قيادة عمليات الجيش في بغداد، الأربعاء، المباشرة في افتتاح أربع مناطق كانت خاضعة لسيطرة المتظاهرين، هي: ساحة الخلاني، وشارع الرشيد، وجسر السنك، وساحة الوثبة، مضيفة، في بيان: "بما أن المتظاهرين السلميين حددوا منطقة التظاهر في ساحة التحرير، خُصِّصَت قوة حماية لهم ولمنطقة التظاهر".
وتابعت: "تجري الأعمال الآن لرفع القطوعات وتنظيف المناطق"، محذرة المتظاهرين من "الاندفاع إلى خارج ساحة التحرير، أو استخدام الوسائل التي تدخل في مجال العنف ضد القوات الأمنية، لأنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحقهم وفق معايير حقوق الإنسان والقوانين النافذة".
ونظم متظاهرو ساحة الحبوبي في ذي قار مسيرات ليلية، أكدت أنّ الاحتجاجات مستمرة حتى تحقيق جميع المطالب، بينما رفد أهالي المحافظة المتظاهرين بخيم جديدة وبطانيات لمساعدتهم في تجاوز موجة البرد التي تضرب البلاد.
وأصدر متظاهرو ساحة الغدير في مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى) بياناً اقترحوا فيه ترشيح ساحات التظاهر عدة أسماء لرئاسة الوزراء، يجري التفضيل بينهم لاختيار أحدهم ليكون المرشح الرئيس للمتظاهرين.
وأكد المتظاهرون، في البيان: "انطلاقاً من المسؤولية الوطنية، وبعد عجز الكتل السياسية عن تقديم مرشح يحظى بثقة الشعب وإرادة المرجعية طوال الفترة الماضية، التي سالت فيها دماء الشهداء والجرحى التي رسمت لنا خريطة طريق لإنهاء الفوضى السياسية وحكومة المحاصصة والفساد، وعليه نقترح على ساحات الاعتصام في المحافظات المنتفضة كافة، وخصوصاً ساحة اعتصام الحبوبي، ترشيح أسماء لرئاسة الوزراء تكون مستوفية لشروط المتظاهرين".
وأوضح البيان أنّ على الشخص المكلف أن يتعهد بأهم المطالب المتمثلة بإكمال قانون الانتخابات، وإجراء انتخابات مبكرة.
ويتزامن ذلك مع استمرار اللقاءات والاتصالات الرامية إلى تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد توفيق علاوي.
وبحث رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أمس الثلاثاء، مع رئيس الجمهورية برهم صالح، تطورات الأوضاع السياسية في البلاد، وملف تشكيل الحكومة، بحسب بيان لمكتب رئيس البرلمان، قال إنّ الحلبوسي وصالح أكدا "ضرورة تشكيل حكومة قوية تمثل كل مكونات الشعب وأطيافه، ولها رؤية واضحة لتنفيذ الخطوات الإصلاحية، وتكون قادرة على تلبية متطلبات المواطن وحاجاته".