بعد إدراج مدينة بابل الأثرية العراقية ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" أمس الجمعة، استنفرت السلطات العراقية مؤسساتها من أجل الإيفاء بمتطلبات المنظمة. ففي الوقت الذي أكد فيه مسؤولون تشكيل لجان مختصة لتأهيل المدينة الأثرية، خصص البنك المركزي العراقي مبلغ مليار دينار عراقي (ما يعادل 830 ألف دولار) لتطوير بابل.
وقال مسؤول في وزارة الثقافة العراقية لـ"العربي الجديد"، رفض ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح، أن الوزارة شكلت لجاناً مختصة ستباشر أعمالها خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل وضع الآليات المناسبة للإيفاء بالمتطلبات التي وضعتها "يونسكو" التي يتعلق أغلبها بالأمن وتوفير السبل اللازمة لوصول الزائرين إلى بابل، بعد دخولها على لائحة التراث العالمي كونها مدينة تاريخية ذات إرث ثقافي كبير.
وبيّن المسؤول أن التطوير في مدينة بابل يتطلب التنسيق مع وزارات ومؤسسات أخرى لإخراجها بالمنظر الذي تستحقه، مشيرا إلى مبادرة بعض الجهات الحكومية بتوفير مبالغ وكوادر للمباشرة في تأهيل آثار بابل.
وفي أول مبادرة مالية بعد الإعلان عن إدراج بابل على لائحة التراث العالمي، أعلن البنك المركزي العراقي عن تخصيص مليار دينار عراقي من حسابه الخاص لتطويرالمدينة الأثرية، مؤكدا في بيان أن هذا الحدث يمثل مسؤولية وطنية يجب أن تشارك فيها مؤسسات الدولة بشكل تضامني.
واعتبر أن هذا المبلغ سيصرف للإيفاء بمتطلبات هذا الإدراج على أن يتم لاحقا تحديد شكل المساهم بعد التشاور والتنسيق مع وزارة الثقافة، ومحافظ بابل وبقية الجهات المعنية.
وتقع المدينة الأثرية في محافظة بابل التي تبعد نحو 100 كيلو متر جنوبي العاصمة العراقية بغداد، وتعرض كثير من معالمها وآثارها لعمليات نهب وتدمير بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.
وقال النقيب في شرطة بابل سلام الجبوري، إن الطريق بين بغداد وبابل مؤمّن بالكامل، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن الأمن المحلي يوفر الحماية الكاملة للمدينة الأثرية التي بدأت تشهد منذ أشهر زيادة ملحوظة في أعداد الزائرين الذين يأتون على شكل وفود سياحية.
وهنأ رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي العراقيين بمناسبة إدراج بابل على لائحة التراث العالمي، معتبرا في بيان صحافي أن ما حدث انتصار جديد لعراق الحضارة الذي كان وسيبقى منارة للعالم.
وأضاف أن "هذه المناسبة تأتي لتضيف معانيَ قيمةً لمكانة العراق بين الأمم، وهي تذكير بأن أرض الرافدين هي بالفعل عماد ذاكرة البشرية، وأصل انبثاق الحضارة منذ بدأ الإنسان التدوين".
وقال الرئيس العراقي برهم صالح إن المدينة عادت إلى "مكانتها التي تستحقها" في التاريخ بعد سنوات من الإهمال من قبل الزعماء السابقين.