أعربت مصادر تركية، اليوم الجمعة، عن استيائها من تأخر الجانب الأميركي في تنفيذ اتفاقية خارطة الطريق حول منبج، رغم مرور المرحلة الأولى التي تبلغ مدتها شهراً من توقيع الاتفاقية، إذ كان يفترض انسحاب مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية اعتباراً من الرابع من تموز/ يوليو الحالي.
وتمّ توقيع خارطة الطريق بين تركيا والولايات المتحدة في الرابع من حزيران/ يونيو الماضي، وكانت تقضي مرحلته الأولى بانتشار تركي، وفرض الأمن بشكل مشترك بين تركيا والولايات المتحدة، وهو ما حصل بالفعل من تسيير دوريات مشتركة بين الجيشين، ولكن الانسحاب الكردي الذي لم يتمّ يثير استياء أنقرة.
وأفادت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" بأن الجانب التركي مستاء لتأخر تطبيق الاتفاقية، إذ إن أنقرة تعول على تنفيذ الاتفاق في منبج قبيل الانتقال إلى مناطق أخرى، وإذا لم تنفذ الاتفاقية في منبج، فمن الصعب الحديث عن اتفاقات أخرى، وتنفيذ الاتفاق هذا سيعزز من إجراءات الثقة بين الجانبين على الساحة السورية، إذ سبق أن تسبب الدعم الأميركي لـ"وحدات حماية الشعب" بانزعاج أنقرة وابتعادها عن واشنطن واقترابها من موسكو.
ويبدو من الواضح أن هذا الاستياء يأتي في ظلّ أحاديث عن اتفاقات ربما تبرم بين النظام السوري و"الوحدات" الكردية في مناطق الحسكة وغيرها، وهو الأمر الذي نفاه الجانب التركي.
كذلك، ذكرت صحيفة "خبر تورك" أن هناك مناقشات وانقساماً داخل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" حيال خارطة الطريق حول منبج والعلاقة مع تركيا، ما بين القيادة الأميركية المركزية "سنتكوم" والقيادة الأوروبية، إذ تدعم الأولى العلاقة مع الوحدات الكردية، فيما تشجع الثانية على العلاقة الاستراتيجية مع تركيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع جايمس ماتيس يميل إلى رأي القيادة المركزية، في حين ينتظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يسمع رأي وزير الدفاع الأميركي بالعلاقة مع أنقرة، وتحديد استراتيجية مع تركيا، خاصة بعد قمته المزمعة في هلسنكي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأشارت الصحيفة التركية إلى أن قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال كورتيس سكاباروتي، استدعي بشكل عاجل إلى واشنطن من أجل التباحث مع وزير الدفاع بشأن تركيا في آذار/ مارس الماضي، وشدد على أهمية الروابط مع تركيا، وأن التحرك في المنطقة معها هو خيار استراتيجي أميركي لمصلحة الأمن القومي، وأن الخيار الأميركي بالاعتماد على "وحدات حماية الشعب" في قتال "داعش" جعل تركيا تبتعد عن أميركا وتعمل بشكل استراتيجي مع روسيا، وهو أمر خطير يهدد الأمن القومي الأميركي، مشبهاً العلاقة التركية - الأميركية بارتباط كالزواج، وما يحصل مع "الوحدات" الكردية لا يعد أكثر من نزوة عابرة.
وبحسب الصحيفة أيضاً، في المقابل، فإن وجهة نظر القيادة المركزية إزاء الموقف في القيادة الأوروبية حول منبج هي ضد الاتفاق مع تركيا، وضد تخفيض مستوى العلاقة مع "الوحدات" الكردية، ولذا فإن النقاش لا يزال مستمرا في البنتاغون، ويريد ترامب قبل أن يوضح استراتيجيته حول تركيا أن يحصل على وجهات نظر ماتيس الذي، وإن كان موقفه حالياً لجهة "سنتكوم"، ولكنه في الوقت ذاته يضع في الحسبان رأي القيادة الأوروبية، متخوفاً من خسارة تركيا.