اسرائيل تصعّد حملتها الأمنية في الضفة وتختطف "محررين"

19 يونيو 2014
30 آلية عسكرية للاحتلال تقتحم جامعة بيرزيت (أرشيف/Getty)
+ الخط -
تواصلت العملية العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال في أنحاء الضفة الغربية، إذ دهمت بيوت العشرات من الأسرى المحررين واعتقلتهم، وترافق ذلك مع عمليات تفتيش وتمشيط في القرى والمدن والمقابر.

وبدأت الاقتحامات، ليل الأربعاء ـ الخميس، في محافظة نابلس، حيث اقتحمت قوة خاصة من "المستعربين" مخيم بلاطة شرق المدينة، ودهمت محلّاً تجارياً، واختطفت أحد الأسرى المحررين في صفقة "وفاء الأحرار"، هو مهدي العاصي.

واقتُحمت مدينة نابلس من عدّة محاور، بمشاركة قوة كبيرة من جيش الاحتلال، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في مخيم "بيت عين الماء"، غرب المدينة، كما جرى اقتحام قرية عصيرة الشمالية.

وفي مدينة جنين، أكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن شبان المخيم تمكنوا من إعطاب سيارة عسكرية بعد إلقاء قنبلة يدوية عليها، فيما أصابت قوات الاحتلال عدداً من الشبان بالرصاص الحي إثر المواجهات، التي أسفرت عن إصابات في صفوف شبان المخيم، فضلاً عن اعتقال عدد منهم.

وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال منزل القيادي في "الجهاد الإسلامي"، بسام السعدي، فيما انتشر أكثر من قناص على أسطح المنازل. وفي محافظة رام الله والبيرة، جرى اقتحام مدينة رام الله، وسُمع دوي انفجارات في المدينة، استمر حتى ساعات الفجر الأولى.

واقتحم جنود الاحتلال مخيم الجلزون شمال رام الله، واندلعت مواجهات بين الشبان الغاضبين والجنود، فيما اقتحم المئات من الجنود قرية "كفر نعمة" قرب رام الله، إذ قاموا بحملة مداهمة وتخريب للبيوت واعتقالات لم تعرف حصيلتها بعد.

واقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار"، مصطفى بدارنة في بيتونيا غرب رام الله، وسلمت العائلة بلاغاً له، ولابنه أحمد، للمثول أمام استخبارات الاحتلال.

وفي قرية سلواد، شرق رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الأسرى المحررين: معاذ النجار، قاسم حامد، وعاهد القيسي.

وفي محافظة الخليل، وهي مركز العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت عدداً من المساجد في المدينة، فضلاً عن "الجمعية الخيرية الإسلامية"، في بلدات يطا وبني نعيم قرب المدينة، وجامعة "بوليتكنك فلسطين" في منطقة واد الهرية في المدينة.

وعرف من بين المعتقلين في الخليل، فجر اليوم، رئيس "رابطة علماء فلسطين"، الشيخ مصطفى شاور، والأسرى المحررون رائد الشرباتي، وعبد الله ادعيس، المحرر حمد الزير، صبحي الشلش، وجيه أبو حديد، حمد الزير، محمود أيوب سدر، قيدارغيث، والشيخ جميل علقم أحد مبعدي مرج الزهور.

واقتحمت قوات الاحتلال منطقة الحرس في المدينة وصادرت تسجيلات الكاميرات من المحلات ومن بنك فلسطين، فيما دهمت منطقة "رأس الجورة" شمال الخليل وصادرت كاميرات المراقبة من مطعمي "القدس" و"المدينة"، وحاولت مصادرة المزيد من الكاميرات غير أن الشبان تصدوا لها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.

وأكدت مصادر محلية وجود طيران مروحي عسكري داخل المدينة لأغراض الاستكشاف ومراقبة تحركات المواطنين، في الوقت الذي تم اقتحام قرى بيت كاحل، الشيوخ، إذنا، بيت أمر، صوريف قرب الخليل.

وفي محافظة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت جالا، وأطلقت النار بكثافة في قرية الخضر، في حين اندلعت مواجهات في ضاحية الدوحة، وتم اقتحام العديد من البيوت، وسجلت اعتقالات في صفوف أسرى محررين، عرف منهم يوسف محمد عدوي، عدنان محسن قدورة، سائد جعفر عميرة.

وفي محافظة القدس المحتلة، أكد أحد ضباط الإسعاف، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيرنبالا ومنعت التجوال فيها، في الوقت الذي اقتحمت فيه عشرات الآليات العسكرية بلدة الرام شمال القدس، وسط مواجهات عنيفة قرب مسجد معاذ بن جبل، ترافقت مع سماع صوت انفجارات.

وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال حاصرت منزل أحد كوادر حركة "حماس" في بلدة الرام، واندلعت مواجهات في المكان بعد تصدي الشبان لها.

واقتحمت قوات الاحتلال مدينتي طولكرم، وقلقيلية، ونفذت العديد من المداهمات لم تعرف حصيلتها بعد.

اقتحام جامعة بيرزيت

إلى ذلك، اقتحمت نحو 30 آلية عسكرية إسرائيلية جامعة بيرزيت شمال رام الله، ودهمت مخازن "الكتلة الإسلامية" في الجامعة، وصادرت محتوياتها التي تضم صور شهداء وأسرى، ورايات حركة "حماس".

وهاجمت قوات الاحتلال مباني عدة داخل الحرم الجامعي، قبل أن تحتجز أمن الجامعة في غرفة واحدة، وتمنع رئيس الجامعة، الدكتور خليل الهندي، من دخولها. وكان العديد من أعضاء "الكتلة الإسلامية" يعتصمون داخل الجامعة احتجاجاً على الاعتقال السياسي، الذي تنفذه الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحقهم.

وقال أحد أعضاء الكتلة المعتصمين، محمد العاروري، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اقتحمت الجامعة أثناء تواجدنا داخل الحرم، وتمكن عدد من الطلاب من الفرار من الجامعة، في حين حوصر آخرون، إلى أن تمكن جميع الطلبة المعتصمين من الانسحاب دون اعتقال أي منهم. واتهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمحاولة إفشال اعتصامهم ضد الاعتقال السياسي، حتى لو اضطرت للتنسيق الأمني مع الاحتلال من أجل تحقيق ذلك.