وقالت مصادر محلية إن قوات النظام حاولت التقدم إلى قرية الشيخ عقيل من بلدتي نبل والزهراء، حيث دارت اشتباكات مع مقاتلي المعارضة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالتزامن مع استهداف متبادل بقذائف المدفعية.
وكانت قوات النظام المتمركزة في قرية رتيان، استهدفت فجر اليوم بلدة حيان بالريف الشمالي لمحافظة حلب، بعدد من قذائف الهاون، مما أدى لوقوع جرحى بين المدنيين.
إلى ذلك، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه علم من مصادر متقاطعة أن عدة فصائل رفضت الاتفاق التركي–الروسي الأخير بشأن إدلب، مشيرا بالتحديد إلى "حراس الدين" و"أنصار التوحيد" و"أنصار الدين" و"أنصار الله" و"تجمع الفرقان"، إضافة الى فصائل أخرى عاملة ضمن "هيئة تحرير الشام".
وأوضح أن هذه الفصائل رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظام الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأبدت استعدادها لمجابهة أي طرف يسعى لسحب سلاحها وإجبارها على الانسحاب من نقاطها.
بدء عودة آلاف النازحين لمنازلهم بإدلب وحماة
في غضون ذلك، تتواصل عودة النازحين إلى مدنهم وبلداتهم في ريفي إدلب وحماة ممن نزحوا منها في الآونة الأخيرة خلال تصاعد عمليات القصف التي قامت بها قوات النظام وروسيا، وذلك في أعقاب الاتفاق الروسي-التركي الأخير.
وقال مراسل "العربي الجديد" إنّ حركة العودة للنازحين بدأت في اليوم التالي للاتفاق التركي الروسي، منذ صباح أمس الثلاثاء، واستمرّت حتى الآن بوتيرةٍ مرتفعة.
وأضاف المراسل أن عودة النازحين جاءت من مناطق قريبة من الحدود السورية-التركية، نحو مدينة إدلب وأريافها الجنوبية والشرقية والغربية.
ووفقاً لمصادر "العربي الجديد" فإن ما لا يقل عن 8 آلاف مدني عادوا بالفعل إلى منازلهم خلال الـ 48 ساعة الماضية، متوقّعةً أن يتشجّع بقية من نزحوا مؤخّراً على العودة ويتضاعف الرقم.
كما ذكرت مصادر محلية أخرى لـ"العربي الجديد" أنّ الآلاف ممن نزحوا نحو المناطق الحدودية مع تركيا ومنطقة عفرين شمال حلب، عادوا إلى بيوتهم منذ يوم أمس، خصوصًا سكان قلعة المضيق وسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.
واضطر عبد المجيد أيوب، وهو مواطن سوري هجّره النظام من مدينة حمص إلى إدلب، واستقر لعدّة أشهر في معرّة النعمان إلى النزوح نحو الحدود التركية هرباً من القصف، المتوقّع الذي لوّح النظام به مؤخّراً.
وقال أيوب لـ"العربي الجديد": "أشعر بارتياح بعد الاتفاق الروسي-التركي، وبات بإمكاني الآن العودة إلى منزلي في معرّة النعمان".
وأضاف أن ارتياحه يأتي من إيمانه بقدرة تركيا على الضغط على المعارضة وقدرة روسيا على الضغط على النظام السوري، ما ساعده على اتخاذ قرار العودة بعد أن سئم النزوح من منطقة إلى أخرى.
ومنذ توقيع الاتفاق الروسي التركي، لم يُسجّل أي هجوم مدفعي أو جوي أو صاروخي على المحافظة، ما أشعر المدنيين بجدّية التزام الجميع بتنفيذ الاتفاق.
وقد شهدت مناطق عدة في محافظة إدلب يوم أمس مظاهرات شعبية تشكر الحكومة التركية ورئيسها رجب طيب أردوغان، على الاتفاق الذي جنب المحافظة هجومًا عسكريًا.
وقالت مصادر محلية إن الأهالي في بلدات بنش والفطيرة ومعرشورين رفعوا لافتات تشكر الرئيس أردوغان والجيش التركي، بسبب نجاحهما في تجنيب المحافظة هجوما عسكريا مدمرا.
ويعيش في إدلب وريفها ومحيطه، نحو 4 ملايين مدني، حيث ساهم الاتفاق الأخير في تحييدهم عن القصف والمجازر والنزوح والمأساة الإنسانية.
ونصَّ الاتفاق، على نزع السلاح الثقيل من فصائل المعارضة السورية والنظام السوري، والإبقاء على الشمال السوري تحت سيطرة المعارضة، على أن تضمن روسيا وتركيا تنفيذ الاتفاقات.
من جهة أخرى، استدعت قوات النظام السوري بعض الأهالي في مدينة حماة واستجوبتهم عن أولادهم الذين غادروا المدينة واتجهوا إلى محافظة إدلب.
وقال مصدر محلي لوكالة "سمارت" إن قوات النظام تجري اتصالات مع الأهالي كل فترة وتستدعيهم للتحقيق معهم لمعرفة أماكن إقامة أولادهم وتطلب منهم الإبلاغ عنها، وفي نهاية التحقيق تفرض عليهم التوقيع على محضر أقوالهم.
وأشار المصدر إلى أن النظام يسأل الأهالي أيضا عما إذا كان لديهم أولاد مقيمون في إدلب ويطلب منهم إخبارهم بمغادرتها باتجاه تركيا ودول أوروبا.