قالت مصادر ميدانية في ضواحي حلب الشمالية لـ"العربي الجديد"، إن الاشتباكات التي اندلعت بعد منتصف الليل بين قوات النظام السوري من جهة، وقوات حزب الله اللبناني وعناصر المليشيات العراقية المتحالفة معه من جهة ثانية، وفي المقدمة التشكيل الذي يعرف باسم "لواء أبو الفضل العباس"، لا تزال مستمرة بعد ساعات من انطلاقها، في ظل عمليات قصف يشنها طيران النظام على مواقع المليشيات في المنطقة.
وأوضح نشطاء إعلاميون متواجدون مع فصائل المعارضة بمناطق حندرات والملاح، شمال حلب، لـ"العربي الجديد"، أنهم شاهدوا طوال الليلة الماضية الاشتباكات بين عناصر حزب الله مدعومةً بـ"لواء أبو الفضل العباس"، وعناصر النظام، بالرشاشات المتوسطة والثقيلة في مناطق تلة المياسات، وحيلان، والبريج، ومحيط سجن حلب المركزي، على أطراف ضواحي مدينة حلب الشمالية.
كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في تلة المياسات، نقاط تمركز عناصر حزب الله في بلدة حيلان، قبل أن تتوسع الاشتباكات إلى مناطق سجن حلب، والبريج، سقط على أثرها عدد غير معروف من القتلى والجرحى في المنقطة.
وقالت المصادر نفسها، إن الطيران الحربي التابع لقوات النظام شوهد وهو ينفذ، بعد فجر اليوم، غارات جوية على نقاط في المنطقة، يُعتقد أنها تابعة للمليشيات، وكان لافتاً أن طيران النظام استخدم القنابل الفوسفورية في إحدى غاراته، ما أدى إلى اشتعال حرائق كبيرة في مبان يعتقد أنها مقرات للمليشيات.
وأدت الاشتباكات المستمرة في المنطقة إلى انقطاع الطريق الذي يصل المدينة الصناعية، شمال حلب، بمنطقة عفرين التي تسيطر عليها قوات "حماية الشعب الكردية"، وهو طريق يستخدمه المدنيون للتنقل بين مناطق سيطرة النظام في حلب وبين مناطق سيطرة القوات الكردية في عفرين ومحيطها.
وأشارت مصادر "العربي الجديد" في عفرين، إلى أن عشرات من حافلات نقل الركاب لا تزال عالقة على الطريق في مناطق معرستا الخان، وشمال رتيان، ومنطقة ماير القريبة من بلدة نبّل، التي تمددت إليها الاشتباكات أيضاً، صباح اليوم الخميس، بين عناصر حزب الله المتمركزة في البلدة الموالية للنظام وعناصر جيش النظام السوري المتواجدين هناك أيضاً.
ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التأكد من السبب المباشر للاشتباكات، إلا أن مصادر المعارضة المسلحة شمال حلب، قالت إنها رصدت عبر التجسس على اتصالات قوات النظام حديثاً عن "قيام عناصر حزب الله بقتل ضابط برتبة رفيعة من جيش النظام السوري، بعد رفضه الانصياع لطلبات قدمها عناصر الحزب بخصوص عملية عسكرية، كان يُخطط لها ضد قوات المعارضة في المنطقة".
وأضافت المصادر نفسها، أن المنطقة المذكورة شهدت خلال الأيام الماضية فشلاً ذريعاً لكل محاولات التقدم التي شنتها قوات النظام والمليشيات ضد قوات المعارضة، الأمر الذي خلّف خسائر كبيرة كبدتها الأخيرة لقوات النظام والمليشيات.
وتُعد هذه الاشتباكات الأولى من نوعها على الإطلاق منذ إعلان حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصر الله عن تدخله في سورية لصالح قوات النظام السوري ضد قوات المعارضة السورية منذ نحو أربع سنوات.