تدور اشتباكات في أحياء عدة داخل مدينة الرقة في شرقي سورية بعد 11 يوماً من انطلاق عملية عسكرية لانتزاع السيطرة عليها من تنظيم "داعش"، وبدأت القوات المهاجمة تحقق تقدّماً من شأنه إحداث اختراق يقلب معادلات الصراع، ويعجّل حسمه، فيما ترتسم ملامح كارثة إنسانية تطاول عشرات آلاف المدنيين العالقين في الرقة، يبدو أنهم خارج حسابات التحالف الدولي.
وشهدت المعارك في مدينة الرقة أمس السبت تقدّماً للقوات المهاجمة في شرقي المدينة، وغربها، مع انتقال الاشتباكات إلى أحياء جديدة، في مسعى من "قوات سورية الديمقراطية"، وقوات "النخبة" السورية، لانتزاع السيطرة على المدينة بدعم من التحالف الدولي.
وذكرت مصادر في "سورية الديمقراطية" لـ"العربي الجديد" أن اشتباكات وصفتها بـ"العنيفة" تدور منذ يوم الجمعة في حي البياطرة شرق الرقة، وفي حيي البريد وحطين غرب المدينة، مشيرة إلى مقتل 38 من مسلحي "داعش"، لافتة إلى أن اشتباكات مماثلة تدور على أطراف صوامع الحبوب شمالي مدينة الرقة. وأكدت المصادر أن مقاتلي "سورية الديمقراطية" دخلوا حي القادسية غرب مدينة الرقة، حيث تدور اشتباكات مع مسلحي التنظيم الذين يحاولون إيقاف تقدّم القوات المهاجمة التي تحاول التوغل إلى قلب المدينة.
وأكدت "سورية الديمقراطية" في بيان لها أمس أنها سيطرت على 4 أحياء و"مناطق أخرى" في مدينة الرقة خلال الحملة لانتزاع السيطرة على الرقة، مشيرة إلى أنها قتلت 312 من مسلحي التنظيم منذ بدء العملية، وأسرت 7، في حين قُتل 15 من مقاتليها. وأوضحت أنها سيطرت منذ بدء العملية على أحياء: المشلب، السباهية، الرومانية، والصناعة، إضافة إلى ساحة الجزرة، وقلعة تل هرقل التاريخية، ومقرات الفرقة الـ17 العسكرية التي كانت تابعة لقوات النظام، ومعمل السكر، وقرية السحل الواقعة على بعد 7 كيلومترات جنوب غرب مدينة الرقة. وذكرت في البيان أنها دمرت دراجات نارية تابعة للتنظيم، إضافة إلى عربات عسكرية وأخرى مفخخة، ومدافع وزوارق، ومصنع لصناعة المتفجرات، مشيرة إلى أنها استولت على أسلحة وذخائر، وأسقطت 4 طائرات كشف عائدة للتنظيم.
وتضغط "قوات سورية الديمقراطية"، وقوات "النخبة"، من الشرق والغرب في مسعى لشطر المدينة من الوسط لدفع مسلحي التنظيم على الانسحاب من شمالها إلى جنوبها للهروب من مصيدة الحصار. وتحاول "سورية الديمقراطية" التوغل في منطقة بريد الدرعية غربي الرقة، للوصول إلى حارة البدو في وسط المدينة، في وقت تحاول فيه قوات "النخبة" التوغل من شمال حي الصناعة في شرقي المدينة للوصول إلى حارة البوسرايا، وهو ما سيدفع التنظيم إلى الانسحاب من الأحياء الشمالية، وأبرزها: حي الرميلة، والفروسية، والأندلس.
ولا يزال مسلحو تنظيم "داعش" يحتفظون بمخرج نجاة جنوب مدينة الرقة، إلى معاقله في البادية السورية، أو إلى محافظة دير الزور شرقاً حيث لا يزال يسيطر على الطريق الدولي الذي يربط الرقة بدير الزور. كذلك لا يزال التنظيم يسيطر على كامل ريف الرقة الشرقي جنوب نهر الفرات، والذي يضم عشرات القرى، وبلدات مهمة منها معدان، والسبخة على الحدود الإدارية التي تفصل محافظة الرقة عن محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على أغلبها. ولم تستطع "سورية الديمقراطية" بعد الوصول إلى قرية كسرة شيخ الجمعة لإحكام الطوق على المدينة من كل اتجاه، إذ لا تزال الاشتباكات تدور على أطراف قرية السحل الشرقي التي تبعد نحو كيلومترين عن قرية كسرة شيخ الجمعة.
اقــرأ أيضاً
في غضون ذلك، بدأت ترتسم ملامح كارثة إنسانية كبرى في مدينة الرقة نتيجة القصف الجوي والمدفعي، إذ يبدو أن مصير عشرات آلاف المدنيين العالقين في المدينة خارج حسابات التحالف الدولي الذي يحاول تعجيل الحسم من خلال استخدام قوة مفرطة تودي يومياً بحياة مدنيين وتحول الرقة إلى أطلال مدينة.
وينشر ناشطون يومياً أسماء قتلى بينهم عائلات كاملة، في ظل تأكيدات أن ما يحصل داخل المدينة هو أكبر وأعظم، ولا يتسنى الوصول إلى معلومات مؤكدة بسبب انقطاع المدينة عن العالم الخارجي بعد إغلاق محلات الإنترنت من قبل "داعش". وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت إلى مقتل 117 مدنياً على الأقل في مدينة الرقة منذ 5 يونيو/ حزيران الحالي وحتى فجر أمس السبت. وأوضح المرصد أن من ضمن القتلى ما لا يقل عن 25 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و21 امرأة فوق سن الـ18. كذلك تسبّب القصف الجوي بإصابة مئات المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، كما دُمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة هذا القصف المكثف.
في موازاة ذلك، وبعد فشل النظام في تحقيق أي تقدّم على حساب المعارضة في درعا في حملته المستمرة منذ مطلع الشهر الحالي، أعلن عن هدنة لمدة 48 ساعة بدءاً من ظهر أمس السبت، إلا أنه واصل قصفه بعد وقت قصير من بداية الهدنة. وشن طيران النظام 6 غارات جوية على أحياء درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما ألقت مروحياته 3 صواريخ، بعد وقت قصير من بدء سريان الهدنة عند الساعة 12 من ظهر أمس، والتي تشمل عموم محافظة درعا، وجرى التوصل إليها برعاية روسيا والدول الفاعلة في غرفة "الموك" التي مقرها في الأردن وتقدّم الدعم لفصائل المعارضة.
وأوضح مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن الهدنة تشمل وقف التعزيزات العسكرية للطرفين ووقف القصف الجوي والمدفعي والصاروخي لقوات النظام وتستمر لمدة 48 ساعة، على أن تمدد لفترات أطول في حال التزام الأطراف بها. وطالبت "الموك" فصائل الجبهة الجنوبية بالالتزام بالهدنة ومنع أية محاولة لخرقها.
من جهة أخرى، تواصل قوات النظام ومليشيات إيرانية عملياتها العسكرية في البادية السورية، وفي ريف الرقة الجنوبي الشرقي، وفي مدينة دير الزور. وذكرت مصادر إعلامية تابعة للنظام أن قوات الأخير تحقق تقدّماً على حساب تنظيم "داعش" في ريف سلمية الشرقي، مشيرة إلى تدمير العديد من مقرات وآليات التنظيم خلال غارات لطيران النظام في قرى صلبا وقليب الثور وأبو حبيلات والتناهج وجنى العلباوي ومارينا وغرب تبارة الديبة. كذلك تحاول قوات النظام الوصول إلى منطقة رصافة هشام جنوب غربي مدينة الرقة بنحو 40 كيلومتراً لـ"قطع خطوط إمداد مجموعات التنظيم بين مدينة الرقة والبادية السورية"، وفق المصادر.
في الأثناء، لا تزال الاشتباكات تدور بين قوات النظام ومسلحي "داعش" داخل مدينة دير الزور شرقي سورية. ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن مصدر عسكري تأكيده أن غارات من طيران النظام أسفرت عن تدمير مقرات قيادة وعربات مدرعة وآليات متنوعة للتنظيم في منطقة الثردة ووادي الثردة وحويجة قاطع وحي المطار القديم ومنطقة الموارد وقرية الجفرة. ويحتفظ النظام بوجود محدود داخل مدينة دير الزور لا يتعدى المطار العسكري، وأحياء بالقرب منه، فيما يفرض التنظيم السيطرة على باقي المحافظة التي تعد ثاني أكبر المحافظات السورية بمساحة تقدر بنحو 33 ألف كيلومتر مربع.
اقــرأ أيضاً
وشهدت المعارك في مدينة الرقة أمس السبت تقدّماً للقوات المهاجمة في شرقي المدينة، وغربها، مع انتقال الاشتباكات إلى أحياء جديدة، في مسعى من "قوات سورية الديمقراطية"، وقوات "النخبة" السورية، لانتزاع السيطرة على المدينة بدعم من التحالف الدولي.
وأكدت "سورية الديمقراطية" في بيان لها أمس أنها سيطرت على 4 أحياء و"مناطق أخرى" في مدينة الرقة خلال الحملة لانتزاع السيطرة على الرقة، مشيرة إلى أنها قتلت 312 من مسلحي التنظيم منذ بدء العملية، وأسرت 7، في حين قُتل 15 من مقاتليها. وأوضحت أنها سيطرت منذ بدء العملية على أحياء: المشلب، السباهية، الرومانية، والصناعة، إضافة إلى ساحة الجزرة، وقلعة تل هرقل التاريخية، ومقرات الفرقة الـ17 العسكرية التي كانت تابعة لقوات النظام، ومعمل السكر، وقرية السحل الواقعة على بعد 7 كيلومترات جنوب غرب مدينة الرقة. وذكرت في البيان أنها دمرت دراجات نارية تابعة للتنظيم، إضافة إلى عربات عسكرية وأخرى مفخخة، ومدافع وزوارق، ومصنع لصناعة المتفجرات، مشيرة إلى أنها استولت على أسلحة وذخائر، وأسقطت 4 طائرات كشف عائدة للتنظيم.
وتضغط "قوات سورية الديمقراطية"، وقوات "النخبة"، من الشرق والغرب في مسعى لشطر المدينة من الوسط لدفع مسلحي التنظيم على الانسحاب من شمالها إلى جنوبها للهروب من مصيدة الحصار. وتحاول "سورية الديمقراطية" التوغل في منطقة بريد الدرعية غربي الرقة، للوصول إلى حارة البدو في وسط المدينة، في وقت تحاول فيه قوات "النخبة" التوغل من شمال حي الصناعة في شرقي المدينة للوصول إلى حارة البوسرايا، وهو ما سيدفع التنظيم إلى الانسحاب من الأحياء الشمالية، وأبرزها: حي الرميلة، والفروسية، والأندلس.
ولا يزال مسلحو تنظيم "داعش" يحتفظون بمخرج نجاة جنوب مدينة الرقة، إلى معاقله في البادية السورية، أو إلى محافظة دير الزور شرقاً حيث لا يزال يسيطر على الطريق الدولي الذي يربط الرقة بدير الزور. كذلك لا يزال التنظيم يسيطر على كامل ريف الرقة الشرقي جنوب نهر الفرات، والذي يضم عشرات القرى، وبلدات مهمة منها معدان، والسبخة على الحدود الإدارية التي تفصل محافظة الرقة عن محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على أغلبها. ولم تستطع "سورية الديمقراطية" بعد الوصول إلى قرية كسرة شيخ الجمعة لإحكام الطوق على المدينة من كل اتجاه، إذ لا تزال الاشتباكات تدور على أطراف قرية السحل الشرقي التي تبعد نحو كيلومترين عن قرية كسرة شيخ الجمعة.
في غضون ذلك، بدأت ترتسم ملامح كارثة إنسانية كبرى في مدينة الرقة نتيجة القصف الجوي والمدفعي، إذ يبدو أن مصير عشرات آلاف المدنيين العالقين في المدينة خارج حسابات التحالف الدولي الذي يحاول تعجيل الحسم من خلال استخدام قوة مفرطة تودي يومياً بحياة مدنيين وتحول الرقة إلى أطلال مدينة.
وينشر ناشطون يومياً أسماء قتلى بينهم عائلات كاملة، في ظل تأكيدات أن ما يحصل داخل المدينة هو أكبر وأعظم، ولا يتسنى الوصول إلى معلومات مؤكدة بسبب انقطاع المدينة عن العالم الخارجي بعد إغلاق محلات الإنترنت من قبل "داعش". وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت إلى مقتل 117 مدنياً على الأقل في مدينة الرقة منذ 5 يونيو/ حزيران الحالي وحتى فجر أمس السبت. وأوضح المرصد أن من ضمن القتلى ما لا يقل عن 25 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و21 امرأة فوق سن الـ18. كذلك تسبّب القصف الجوي بإصابة مئات المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، كما دُمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة هذا القصف المكثف.
وأوضح مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن الهدنة تشمل وقف التعزيزات العسكرية للطرفين ووقف القصف الجوي والمدفعي والصاروخي لقوات النظام وتستمر لمدة 48 ساعة، على أن تمدد لفترات أطول في حال التزام الأطراف بها. وطالبت "الموك" فصائل الجبهة الجنوبية بالالتزام بالهدنة ومنع أية محاولة لخرقها.
من جهة أخرى، تواصل قوات النظام ومليشيات إيرانية عملياتها العسكرية في البادية السورية، وفي ريف الرقة الجنوبي الشرقي، وفي مدينة دير الزور. وذكرت مصادر إعلامية تابعة للنظام أن قوات الأخير تحقق تقدّماً على حساب تنظيم "داعش" في ريف سلمية الشرقي، مشيرة إلى تدمير العديد من مقرات وآليات التنظيم خلال غارات لطيران النظام في قرى صلبا وقليب الثور وأبو حبيلات والتناهج وجنى العلباوي ومارينا وغرب تبارة الديبة. كذلك تحاول قوات النظام الوصول إلى منطقة رصافة هشام جنوب غربي مدينة الرقة بنحو 40 كيلومتراً لـ"قطع خطوط إمداد مجموعات التنظيم بين مدينة الرقة والبادية السورية"، وفق المصادر.
في الأثناء، لا تزال الاشتباكات تدور بين قوات النظام ومسلحي "داعش" داخل مدينة دير الزور شرقي سورية. ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن مصدر عسكري تأكيده أن غارات من طيران النظام أسفرت عن تدمير مقرات قيادة وعربات مدرعة وآليات متنوعة للتنظيم في منطقة الثردة ووادي الثردة وحويجة قاطع وحي المطار القديم ومنطقة الموارد وقرية الجفرة. ويحتفظ النظام بوجود محدود داخل مدينة دير الزور لا يتعدى المطار العسكري، وأحياء بالقرب منه، فيما يفرض التنظيم السيطرة على باقي المحافظة التي تعد ثاني أكبر المحافظات السورية بمساحة تقدر بنحو 33 ألف كيلومتر مربع.