أعرب تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم ودهشتهم بعد عرض قناة "الحوار التونسي" لبرنامج "حكايات تونسية"، ليلة أمس الاثنين، من داخل سجن النساء بمحافظة منوبة.
ويعود ذلك إلى ما قدمه الإعلامي سامي الفهري في الحلقة من اعترافات أم قامت بقتل ابنها البالغ من العمر ثماني سنوات بطريقة بشعة من خلال الإلقاء به في بئر مهجورة.
الشهادة التي دامت أكثر من خمس وعشرين دقيقة جاءت صادمة للمشاهدين، خاصة وأن الاعترافات التي قدمتها الأم القاتلة كانت تقدم بشكل عادي كأنها تتحدث عن موضوع لا يعنيها كثيرًا، محاولةً إيجاد التبريرات لما فعلت، وبينها الضغط المجتمعي الذي سُلّط عليها بعد إنجابها لطفل مجهول الأب.
وأعاد عرض برنامج "حكايات تونسية" طرح مسألة برامج تلفزيون الواقع في تونس، وهو ما اشتهرت به قناة "الحوار التونسي". فقد اعتبر الكثيرون أن هذه البرامج تعمق أزمة المجتمع التونسي ويهدف من خلالها التلفزيون الذي يعرضها إلى رفع في نسب المشاهدة، وبالتالي تحقيق عائدات مالية دون التفكير في انعكاساتها على المجتمع التونسي.
وطالب تونسيون الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) بالتدخل ووقف مثل هذه النوعية من البرامج التلفزيونية. بينما ذهب آخرون إلى أن دور الإعلام نقل الحقائق كما هي حتى وإن كانت صادمة للمشاهدين علّ البعض يتعظ من مثل هذه التجارب التي، وإن بدت صادمة، لكنها انعكاس لواقع مجتمعي يجب على الجميع التفكير في السبل الناجعة للخروج به من أزمته.