والبيلاروسي بافلوفيتش (33 عاماً) يعدّ من أبرز القراصنة الإلكترونيين على مستوى العالم كله، ومعروف باسم "بوليسدوغ" على شبكة الإنترنت.
بدأ نشاطه في عمر مبكر، إذ كان بحلول سن العشرين يكسب مئة ألف دولار أميركي شهرياً كـ "كاردر"، أي من خلال المتاجرة بمعلومات بطاقات الائتمان المسروقة على شبكة الإنترنت، وتحويلها إلى أموال نقدية. وبحلول أوائل العام 2000، أصبح إحدى الشخصيات الرائدة في العالم السيبراني السفلي في منطقة روسيا وشرق أوروبا.
و"بوليسدوغ" الذي أمضى عشرة أعوام في السجن لم يعلق بشكل مباشر على اتهامات الولايات المتحدة الأميركية للكرملين باختراق الانتخابات الأميركية، لكنه أفاد بأن اختراق المؤسسات الحكومية حول العالم أًصبح أسهل أكثر من أي وقت مضى، بفضل التطبيقات الجديدة والمطورة يومياً.
وأوضح نظريته بالقول إن "أي شيء خلقه الإنسان يمكن تدميره؛ يمكنك إنشاء النظام الأمني المثالي لحماية الحواسيب، لكن الخارجين على القانون يستطيعون بشكل من الأشكال الحصول على كلمة السر، والخروج من هذا النظام". وأضاف أن هذه العملية تصبح أسهل، لأن الكثير من الأشخاص يستخدمون كلمة السر نفسها لحساباتهم المتعددة على شبكة الإنترنت.
وشرح بافلوفيتش أن أصعب ما يمكن اختراقه هي "البنوك التجارية، أنظمة الدفع عبر الإنترنت، مراكز معالجة البيانات، شبكات أجهزة الصراف الآلي، والبوابات التجارية الكبرى مثل إيباي"، لأن المؤسسات المذكورة تستطيع توظيف أشخاص متخصصين ومؤهلين لحماية أجهزتها الأمنية. هذه الحقيقة لم تمنع القرصان الروسي من اختراق الأجهزة الأمنية المذكورة كلها، وفقاً للصحيفة.
لكنه اعترف بأن مهارته في القرصنة الإلكترونية تعدّ سيئة، مقارنة بقدرات القراصنة الناشطين حالياً، ورغم ذلك أشار إلى أن بإمكانه اختراق المؤسسات ذات النظام الأمني الضعيف، مثل "الحزب الديمقراطي" في الولايات المتحدة الأميركية.
منذ إطلاق سراحه في عام 2015، أكد بافلوفيتش أنه لم ينخرط في أي نشاط إجرامي على شبكة الإنترنت. ألّف كتاباً بعنوان "كيف تسرق مليونا"، مستوحى من تجاربه، وأسس شركات عدة، بينها خدمة لتوصيل الأسماك وشركة لبيع الهدايا التذكارية.
يذكر أن بافلوفيتش ترعرع في مينسك (عاصمة روسيا البيضاء)، وتورط بالجرائم السيبرانية في عمر الـ 13. وفي البداية، اعتبر هو وأصدقاؤه القراصنة أفعالهم أقرب إلى اللعب من الجريمة.
وأشار إلى أنهم اعتادوا سرقة تفاصيل البطاقات الائتمانية لساكنين في الولايات المتحدة الأميركية، إذ سنّ القراصنة قانوناً احترموه جميعهم "لا تسرق من أبناء شعبك أبداً"، وفقاً لبافلوفيتش.